صلاةٌ لالتِماسِ الفَضائِل «القوت اليومي
أللّهُمَّ، يا قدير، يا عَليم، يا مَنْ لا ابْتِداءَ لَهُ ولا انْتِهاء، يا مانِحَ الفَضائِلِ وحافِظَها وَمُثَبِّتَها،
أقِمْني، بِجودِكَ، على أساسِ الإيمانِ المَتين، وَذُدْ عَنّي بِدِرْعِ الرَّجاءِ الحَصين، وَزَيِّنِّي بِوِشاحِ المَحَبَّةِ الثَّمين،
مُنَّ عليَّ بالعَدْلِ فأدِينَ لكَ، وَبالحِكْمَةِ فأتَّقِيَ حَبائِلَ إبْليس، وَبِالقناعَةِ فأثْبُتَ على النِصْف، وَبالقُوَّةِ فأصبِرَ على المِحَن.
إمْنَحْني أنْ أُقاسِمَ غَيْري ما هُوَ لي راضيا، وَأسْألَهُ ما ليسَ لي خاشِعاً، وأنْ أعْتَرِفَ بِذَنْبٍ صَنَعْتُ، وأحْتَمِلَ شَرّاً بهِ أشْقى، وَأنْ لا أحْسُدَ غَيْري على خَيْر، ولا أنْسى فضْلكَ في خَيْر،
وَأنْ لا أتَعَدَّى الحَدَّ في كِسْوَتي وَمِشْيَتي وَحَرَكَتي،
وأنْ أضْبُطَ شَفَتَيَّ عَنِ الباطِل، وَرِجْلَيَّ عَنِ الزَّيْغ، وَعَينَيَّ عَنِ الشُّرود، وأُذُنيَّ عَنِ الصَخَب،
وَأنْ أجْثوَ بِجِسْمي أمامَكَ وَأسْمُوَ بِقلبي إليك،
وَأنْ أزْدَرِيَ ما يَزولُ ولا أسْكُنَ إلّا إليك،
وَأنْ أقْمَعَ جَسَدي، وَأنَقِّيَ ضَميري،
وَأنْ أُكَرِّمَ القِدِّيسينَ وأحْمَدَكَ بِما يَجِبُ لك،
وَأنْ أسيرَ في سَبيلِ الصَلاح، وَأُكَلِّلَ سيرَتي الصالِحَةَ بِميتَةٍ بارَّة.
يا رَبّ، إزْرَعِ الفَضائِلَ في قلبي، فأتَفانى في ما هُوَ لكَ، وَأقْتَصِدَ في ما هُوَ لِلدُنيا، ولا أُثَقِّلَ على أحَدٍ في ما هُوَ لِجَسَدي.
ويا رَبّ، إمْنَحْني مِنَ التَوبةِ حَرارَتَها، وَمِنَ الاعْتِرافِ شُمُولَهُ، وَمِنَ الكَفَّارَةِ تَمامَها،
وَرَتِّبْ سِرِّي بِحُسْنِ السِيرَة، فلا أعْمَلَ إلّا ما حَسُنَ وكانَ لي فيهِ أجْرٌ وَلِغَيري مَثَل.
وامْنَحْني أنْ لا أنْدَفِعَ وَراءَ عَمَلٍ لا حِكْمَةَ فيه، وَأنْ لا أعْدِلَ عَنْ عَمَلٍ لا رَغْبَة لي فيه، فلا أشْتَهيَ ولا أعافَ ما عليَّ قبلَ أوانِه. آمين.
القِدِّيسِ توما الأكْوينيّ (+1273)