صحراء عاطفيّة وصمت الله «القوت اليومي
كان على العذراء أن تمرّ بمحنة الصّحراء وصمت الله.
من الأكيد أنّ القضيّة ليست قضيّة صحراء رمال،
بل صحراء الحواس، صحراء عاطفيّة.
لا شكّ في أنّهُ كان لها ابنٌ تحبّهُ وتحبّهُ بمنتهى الحنان.
ولكن، يا لهُ من تمتّع غير مستقرّ،
هذا التّمتّع بابنٍ تعرف، منذ البدء،
أنّهُ سيكون عرضةً للرّفض.
ولم يكن صمت الله،
طوال هذه الحياة المبنيّة على إيمانٍ مجرّد،
إلا أكثر إيلاماً: تكلّمَ جبرائيل مرّة ولم يرجع.
عاشت مريم السّنين الطوال إيماناً وحبّاً من دون أدنى وحي.
كان لها متّسع من الوقت،
لتتأمّل وتعيد في قلبها كلمات إلهيّة قلائل،
ذات غنى لا ينضب معينه،
لكنّ هذه الكلمات قد قيلت منذ أمدٍ بعيد.
وقد عقب صمت الله نبوءة سمعان المؤلمة.
وفي تباين هذين الأمرين،
ما يمتحن الأمانة ويحرجها.
المطران جيرار ويك