سِلاحُ الرُّوح «القوت اليومي

 

 

 

 

  قراءَةٌ  مِنْ مار يَعْقوبَ السَرُوجيّ (+ 521)

 

 

 

سِلاحُ الرُّوح

 

 

صَعِدَ ابْنُ المَلِكِ إلى والِدِهِ لِكَي يُرْسِلَ

مِنْ بَيْتِ أبيهِ إلى عَبيدِهِ سِلاحَ الرُّوح.

جَمَعَهُم قُبَيْلَ صُعُودِهِ وَقَدْ أزْمَعَ أنْ يَرْتَفِع،

فَنَفَخَ فيهِم لِيَقْبَلوا مِنْهُ الرُّوح.

 

قَبْلَ صُعودِهِ ألْبَسَهُمْ قُوَّةَ الرُّوح،

وَبَعْدَ صُعودِهِ أرْسَلَ إليهِمْ جَميعَ السِّلاح.

أعْطى مِنْ قَبْلُ، لِيُثْبِتَ أنَّ لَهُ ما يُعْطي،

وَأعْطى مِنْ بَعْدُ، فَعَلَّمَ أنَّ الآبَ يُكَمِّلُهُ.

 

ألرُّوحُ بالصَّوتِ والنّارُ بِالنَّظَرِ قَدْ امْتَزَجا،

فألْبَسا التّلاميذَ ودَجَّجاهُم بالسِّلاح.

إنْدَلَعَتْ ألْسِنَةُ  النَّارِ الحَيَّةِ مِنْ بَيْتِ الآب،

وَاضْطَرَمَتْ في الرُّسُلِ  فاسْتَناروا لِلنُّطْقِ جَميعُهُم.

 

ألرُّوحُ الحَكيمُ الذي فَجَأهُمْ صَوْتُهُ،

كانَ مُعَلِّماً عَلَّمَهُمْ جَميعَ الألْسِنَة.

بالمُرْسَلَةِ  نارِ الآبِ الحارَّة،

اسْتَنارَتْ نُفوسُهُمْ  فانْدَفَعوا يَنْطِقونَ بِجَميعِ الألْسِنَة.

 

طَفِقوا جَميعُهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِلُغاتٍ أُخْرَى،

كما آتاهُمُ الرُّوحُ أنْ يَنْطِقوا.

مِنَ المُذْهِلِ أنْ يُقال، وقد تَقَسَّمَتْ ألسِنَتُهُم،

أنَّ ما حَدَثَ في عِلّيَّةِ  بابِلِ الابنِ لأشْبَهُ بِما حَدَثَ في بابِل.

 

كانَ الرُّوحُ القُدُسُ مُعَلِّماً فَعَلَّمَهُم

الكِتابَ الجَديدَ دُونَ قِراءَةِ المَكْتوبات.

فَجَأهُمْ سَماعُ صَوْتِ الرُّوح،

مُنِحوا رُؤيَةَ النّار بِشِبْهِ ألسِنَة.

 

رُسُلٌ سُذَّجٌ بالحِكْمَةِ اغْتَنَوا،

صيَّادونَ اسْتَناروا  بِكُلِّ لِسان.

كَلامٌ جَديدٌ نَطَقَ بِهِ التَّلاميذ،

أصْواتٌ مُخْتَلَطَةٌ  سُمِعَتْ في العِلّيَّة.

 

نارُ الأعالي اضْطَرَمَتْ في بَني النُّور،

وَلَمْ  يَحْتَرِقوا  بَلِ اسْتَناروا  بِاللّهِيب.

ألنّارُ التي هَبَطَتْ في شِبْهِ ألْسِنَةٍ أضْرَمَتْهُم،

فَوَهَبَتْهُمْ كَلاماً جَديداً بِجَميعِ الألْسِنَة.

 

في العِلّيَّةِ  نالوا ألْسِنَةَ  نارٍ وَرُوح،

فَتَكَلّمُوا جَميعُهُمْ  بِجَميعِ الألْسِنَةِ، كَما في بابِل.                               

 

    (نشيد أحد العنصرة)