«سَتَرَوْنَ ملائِكَةَ اللهِ صاعِدينَ نازِلينَ فَوقَ ابنِ الإِنْسان» «القوت اليومي
«سَتَرَوْنَ ملائِكَةَ اللهِ صاعِدينَ نازِلينَ فَوقَ ابنِ الإِنْسان»
"سَتَرَوْنَ ملائِكَةَ اللهِ صاعِدينَ نازِلينَ فَوقَ ابنِ الإِنْسان". (يو1: 51). يصعدون بالنسبة إليهم، وينزلون بالنسبة إلينا، أو بالحريّ ينزلون معنا. هذه الأرواح المباركة ترتفع من خلال التأمّل في الله، وتنزل لتعتني بنا وتحفظنا في كلّ طرقنا (راجع مز 91[90]: 11).
يصعدون إلى الله للاستمتاع بوجوده؛ وينزلون نحونا طاعةً لأوامره، إذ أمرَهُم بأن يعتنوا بنا. ومع ذلك، بنزولهم نحونا، لا يتمّ حرمانهم من المجد الذي يجعلهم سعداء، بل يرون دائمًا وجه الآب ...
حينما يصعدون للتأمّل بالله، يسعون إلى الحقيقة التي هم بها ممتلئون بلا انقطاع برغبتهم فيها، والتي يرغبون دومًا بها بامتلاكهم إيّاها. وعندما ينزلون، يمارسون الرَّحمة تجاهنا بما أنّهم يحفظوننا في كلّ طرقنا. لأنّ تلك الأرواح المباركة هي خادمة الله أُرسِلَت لنا لتأتينا بالعون (راجع عب 1: 14)؛
وإنّها في هذه المهمّة، لا تؤدّي الخدمة لله، بل لنا نحن. إنّها تقتدي في ذلك بتواضع ابن الله الذي لم يأتِ ليُخدَم بل ليَخدُم، والذي عاش بين تلاميذه، كما لو كان خادمهم (راجع مت 20: 28)...
أعطى الله أمرًا لملائكته، ليس بنزعك عن طرقك، لكن بحفظك فيها بعناية، وبقيادتك في طرق الله بتلك التي هم أنفسهم يتبعونها. سوف تقول لي كيف يكون ذلك؟ يعمل الملائكة، وبطبيعة الحال، بكلّ نقاوة وفقط بالمحبّة؛
أمّا أنت، على الأقلّ، المقيَّد والعالِم بما تقتضيه حالتُك، فانزل وتنازل لقريبك بأن تبرهن عن رحمة تجاهه. ثمّ ارفع رغبتك، مقتديًا دائمًا بالملائكة، وبكلّ حماس قلبك، .حاول جهدك لترتفع نحو الحقيقة الأبديّة.