سلطان الكلمة «القوت اليومي
صعب تحقيق اليقين في الإيمان إلا من خلال ظهور الرّب يسوع المسيح في الرُّوح، ثم يأتي بعدها في الجسد كلمةً مؤكدًا كل كلمة نبوية. فلقد قيل للعبرانيين: "إِنَّ اللهَ، بَعدَما كَلَّمَ الآباءَ قَديمًا بِالأَنبِياءَ مَرَّاتٍ كَثيرةً بِوُجوهٍ كَثيرةٍ، كَلَّمَنا في آخِرِ ٱلأَيّام، وَهِيَ هَذِه، بِلِسانِ ٱبنٍ جَعَلَهُ وارِثًا لِكُلِّ شَيءٍ وَبِهِ أَنشَأَ ٱلعالَمين"(عب 1: 1- 2 ).
وإننا نقرأ أن الرّب يسوع المسيح هو كلمة الآب الكاملة السلطان في نصّ "حيث تكون كلمة الملك فهناك سلطان. ومن يقول له ماذا تفعل؟" (جا 8: 4) وهناك أيضًا كلمة ملؤها الحقيقة، لا بل هي الحقيقة الحقّ بحسب ما يقوله القديس يوحنا: "كَرِّسْهُم بالحَقّ، إِنَّ كلِمَتَكَ حَقّ" (يو 17: 17)...
لذلك، ولأنّ السلطان ينتمي إلى كلمة قوية وكلمة حقّ، والرّب يسوع المسيح هو كلمة الآب، ولذلك السلطان والحكمة، ففي المسيح إذًا تأسسّت صلابة السلطان وٱستُكملت.
ولهذا السبب إنّ كل عقيدة أصيلة وكلّ مبشّر بهذه العقيدة أي بمجيء الرّب يسوع المسيح بالجسد تكون أساسًا للإيمان المسيحي كاملاً: "فإِنِّي، على قَدْرِ ما وُهِبَ لي مِن نِعمَةِ اللّه، وَضَعتُ الأَساس، شَأنَ البانِي الحاذِق، ولكِنَّ آخَرَ يَبْني علَيه. فلْيَنظُرْ كُلُّ واحِدٍ كيفَ يَبني علَيه. أَمَّا الأَساس، فما مِن أَحدٍ يَستَطيعُ أَن يَضَعَ غَيرَ الأَساسِ الَّذي وُضعَ، أَي يسوعَ المسيح" (1كور 3: 10-11).
فالرّب يسوع المسيح وحده هو الأساس لكل مذهب حقيقي، أكان رسوليًا أو بالنبوءة، وفقًا لهذه الشريعة أو تلك، جديدةً كانت أو قديمة. لذلك قيل لأهل أفسس: "بُنيتُم عَلى أَساسِ ٱلرُّسُلِ وَٱلأَنبِياء، وَحَجَرُ ٱلزّاوِيَةِ هُوَ ٱلمَسيحُ يَسوعُ نَفسُهُ" (أف 2: 20) ولذلك فمن الواضح أن الرّب يسوع المسيح هو سيّد المعرفة بحسب الإيمان، وهو أيضًا الطريق بحسب مجيئه الثنائي بالرُّوح والجسد.
القدّيس بونافَنتورا (1221 - 1274)
ملفان الكنيسة