سلامي أعطيكم «القوت اليومي
يأتي إلينا قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر حاملاً نداء السيّد المسيح بعد القيامة: " سلامي أعطيكم" فيعلن بمجيئه أنّ زمن القيامة بعد الصليب قد حلّ في الشرق الرازح تحت وطأة آلامه منذ زمن طويل.
يأتي إلينا قداسته ليطلب منّا، نحن أبناء الشرق، أن نحيا بالقيامة كما المسيح حيّ فيها. قصده أننا لا يمكن أن نعيشها إلّا إذا دسنا الموت الذي يحيطنا.
هو لا يطلب منّا أن أن نجعل من القيامة حدثاً كسائر الأحداث، يمضي بعد الأيام الثلاثة التي يمضيها معنا في لبنان. بل أن تصير القيامة وجوداً راسخاً، ثابتاً ومتواصلاً في حياتنا. نبقى في أنوارها، نستزيد من دفئها، وننمو من ديمومتها.
يأتي إلينا قداسته ليجعل منّا رسل هذه القيامة التي تحوّل أيامنا وسنواتنا ودهورنا المشرقية الآتية فصحاً بهيّاً، به ندشّن مشرقاً جديداً مرتدياً حلّة المسيح، والمسيح لا يرتدي إلّا النور الذي يدحرج الظلمات وقواها.
يوم استودع الطوباوي الكبير قداسة البابا يوحنّا بولس الثاني، شبيبة لبنان، إرشاده الرسولي: "رجاء جديد للبنان" في 10 أيار 1997 في بازيليك سيدة لبنان في حريصا، طلب فيه من كلّ واحد منّا، أن يغدو "مسيحاً آخر".
اليوم، خمسة عشر عاماً بعد تل�� الزيارة التاريخية لمن غدا طوباوي الألفية الثالثة وطوباوي المسكونة، يأتي خليفته البابا بنديكتوس السادس عشر ليستودعنا رجاءً جديداً يستكمل به الرجاء الأول: أن يحمل، كلّ منّا، وقد غدا مسيحاً آخر، سلامه إلى المشرق، صارخاً بصوتٍ قياميّ، بصوت خلاصيّ، وبصوتٍ تأسيسيّ:"سلامي أعطيكم" (يوحنا 14/27)