سعادة السماء «القوت اليومي
سعادة السماء
الكلام عن السماء كالمهندس القاصد بناء بيت. يرسم رسمه ويضع الصقالة. لا يرى جمال القصر إلّا بعد رفع الصقالة. العالم هو الصقالة. من أراد أن يحكي عن السماء يشبه هذا الرجل الذي أراد أن يبيع بيته فأخذ حجرًا وذهب إلى السوق يقول : من أراد أن يبتاع بيتًا هذه عيّنته.
... إنّ معرفة الطوباويين لله في السماء هي كمعرفة من زار بلدًا وسكنه. أمّا معرفتنا نحن كمَن عرف البلد بواسطة الخريطة.
في النعيم لا شغل ولا مرض ولا موت ولا خذل ولا خيانة ولا فراق ولا خطيئة ولا قلق ولا خطر. إذًا، ما أجمل النعيم. يحقّ للبار أن يقول مثل الشماس اسطفانوس تحت ردم الحجارة: أرى السماء مفتوحة وابن البشر جالسًا عن يمين الله.
رؤية الجمال، محبّة الحبّ، تملك السعادة، وهذه مدى الأبدية: هذه هي السماء.
السماء هي الله نراه وجًا لوجه.
السماء هي الجبل المنتظر منه خلاصي لإعانتي في هذا الوادي وادي الدموع.
السماء هي مقر الطوباويين كلهم ينادونك قائلين: هلمّ لا تخف. كنّا كما أنت. السماء هي البتول مريم أمك .
السماء هي يسوع فاديك غسل خطاياك بدمه.
الأب يعقوب الكبوشي