سرّ التجسّد «القوت اليومي

إن رب الكون وباريه ، صانع الأشياء جميعها ، ومرتبها وفق نظام سنه لها ، قد ظهر للبشر في ملء محبته  وبالصبر ، والأناة . لقد كان دوما هو ، وسيكون كما كان : منقذ وعطوف ، عذب وحق . إنه الصـــــــــلاح بالذات ، وقد قصد مقصدا ذا عظمة لا توصف .

لم يطلع عليه أحدا غير ابنه الوحيد . أما في غضون الزمن  الذي احتفظ بمقصده الحكيم في سره الخفي ، فإنه بدا لنا كأنه ناسينا ، غير مكترث لنا . إلا أنه يوم كشف لنا عن مقصده في شخص ابنه الحبيب ، وأعلن ما أعده لنا منذ البدء ، وهبنا دفعة واحدة كل شيء ، وأعطانــــا أن نشترك في إحساناته إلينا ، وأن نرى ونعي ما أراده لنا .

من منا كان على علم بما أعده لنا ؟ يوم تفاقــــم شرنا ، وبات من المحتم وقوع العذاب والموت جزاء فسادنا ، حان الزمان الذي حدده الله ليعلن فيه غنــــــى وجوده وعظمة قدرته . ما أغزر دفق جودة الله ومحبته للبشر .

قراءة من الرسالة الى ديوجنس (حوالي القرن الرابع )