رسالة القدّيس يوسف «القوت اليومي
إنّ مخطّط الفداء لم يأتِ بالوحي، فجأةً ولمرّة واحدة، في سرّ التجسُّد. فميلاد الكلمة-الله، الذي وَلَدَته الأم البتول في العالم، لم يكن ليلفُت الأنظار، ويُذهل العقول، لو أنّ الله لم يُهيّئ لهذا الحدث بفعّاليةٍ كبيرة، شكّلت الإطار الأخلاقيَ العميق.
فقد كان بامكان الله أن يصل إلى مبتغاه بطرقٍ فائقة التصوُّر، إنّما "بحكمتِه اللامتناهية اختار الطريق الأسهلَ والأجمل، بدلَ أن يفرِضَ ذاتَهُ بقوّةِ قدرته. هذا ما يتطلّبُه مخطَّطُه بشأنِ تجسُّد ابنهِ الوحيد... فحين كشَفَ عن بتوليّة مريم، أظهرَ مسبقًا، عظمة الرَّبِّ يسوع.
فماذا ينبغي فعلُه للوصولِ إلى هذه الأهدافِ الثلاثة: حماية وجود يسوع، والسمعة الصافية لأمِّه، والدعم الامل لكلٍّ منهما؟ علينا إيجاد حجابٍ يحمي زواجًا طاهرًا مقدَّسًا، ومِنْ ثَمَّ اتحادُ زَوْجٍ بتولٍ بأمّ عذراء".
في هذه الحالة تبدو لنا رسالة القدّيس يوسُف، في موضوع التجسُّدِ، جوهريّةً لضرورة ولادةِ الربّ المسيح وعيشه حياةً خَفيَّةً على ما أرادتُه العناية الإلهيّة، دونما مساومةٍ في ما يخصُّ الشرفُ والكرامة الإنسانيّة.
ففي زواجِهِ من البتول، حافظَ أوّلًا على بتوليّةٍ مُخصِبةٍ لأمّ الله، وأصبح ثانيًا حارسًا لطفولة المُخلِّص، وحمى أخيرًا سرّ التجسّد. تلك هي الأهدافُ الثلاثة لرسالة القديّس يوسُف.
قاموس اللاهوت الكاثوليكي 1908