إختيارُ الكاهنِ ووَضْعُ اليَدِ عليه «القوت اليومي
ليَكُنِ الكاهِنُ المُرَشّحُ لِوَضعِ اليَدِ مَنْ يَشهَدُ لهُ الشعبُ كُلّه: فليَكُنْ حاذِقاً في القراءَة، مُتواضِعاً، فقيراً، لا يُحِبُّ المال، كثيرَ الجَهدِ في خِدمَةِ الضُعفاء، مُختبِراً، نقِيّاً، بِلا عيب، أباً لِليتامى، خادِماً لِلفُقراء، غيرَ بعيدٍ عن البيعَة، تَقيّاً في كُلِّ شيء، وَديعاً.
فإذا تَوَفرَ لهُ كُلُّ ذلك، إستَحَقَّ أنْ يُظهِرَ لهُ اللهُ ما هُوَ واجِبٌ وضَروريّ، ليُؤهَّلَ أيضاً لِمَوهِبَةِ الشِفاء.
عندئِذٍ، تَصيرُ سيامَة ُ الكاهِنِ هكذا: تلتَئِمُ الجَماعَة ُ الكَهنوتيَّة ُ كُلّها، فيَضَعُ الأسْقُفُ يَدَهُ على رأسِه، ويُمسِكُهُ الكَهَنة. فيبدأ الأسقُفُ ويقولُ هكذا:
أللّهُمَّ، أبَ رَبِّنا يسوع المَسيح، غيرَ المَوصوف، المُتألّق، يا مَنْ لا بَدءَ لهُ ولا نهايَة، أيُّها الرَّبّ، يا مَنْ رَتَّبَ كُلَّ شيءٍ فوَضَعَ لهُ حَدّاً، وَصَمَّمَ نِظاماً لِكُلِّ ما خلق َ، إستَجِبنا والتَفِتْ إلى عَبدِك هذا، أشرِكهُ وَهَبْهُ روحَ النِعمَةِ والقصدِ والقوَّة، روحَ الكَهنوتِ الذي لا يَشيخُ ولا يَزول، فيَهتَمَّ بالمؤمنين ويُحِبَّهُم، ويؤنّبَ شعبَك ويَعضُدَه، ويُدبِّرَهُ بالجَهْدِ والمَخافةِ والقلبِ النَقيّ، بالقداسَةِ والطهارَةِ والحِكمَة، بِقوَّةِ روحِكَ القُدُّوسِ وعِنايَتِك يا ربّ، كما التَفتَّ إلى شعبِك َ المُختار، وأمَرتَ موسى أنْ يُقيمَ كهنة، فملأتَهُمْ مِن روحِك. لقدْ منحتَ روحَك لِمُرضيك موسى، فالآن امْنَحْ يا رَبُّ عَبدَك روحَك الطاهِر، الذي وَهَبتَهُ الذين تَتَلمَذوا لك، وَجَميعَ الذين بِواسِطَتِهِم آمَنوا بِك حَقّاً. وأهِّلهُ أنْ يَمتِلئ َ منْ حِكمَتِك وَمِنْ أسرارِك الخَفيَّة، فيرعى شَعبَك، نَقيَّ القلب، طاهِراً، صادِقاً، مُمَجَّداً، مُبارَكاً وَمَمدوحاً، شاكِراً، مُذيعاً المَجدَ كُلَّ آنٍ ليلَ نهار، لاسمِك َ القُدُّوسِ المَجيد، عامِلا ً بِبَشاشةٍ وصبر، على أنْ يَكون إناءً لِروحِك القُدُّوس، حامِلا ً دَوماً صليبَ الوَحيد ابنِك، ربَّنا يسوع المَسيح، الذي بواسِطتهِ لك المَجدُ والسُلطان، معَ الرّوحِ القُدُس، إلى دَهرِ الدُّهور.
يقول الشعب: آمين.
ثمَّ يُعطيهِ الكهنة ُ والشعبُ السلامَ بِقبلةٍ مُقدَّسة.
(في الكاهن/29-30).
قراءةٌ من "عهدِ الرَّبّ" (القرن الخامس)