دخول المسيح إلى أورشليم «القوت اليومي

 

 

 

 

 

 

 


لقد خلق إله الكل الإنسان بعقل قادر على الحكمة، له قوى الفهم.. لكن الشيطان خدعه، ومع أنه مخلوق على صورة الله أضله، فلم تعد له معرفة بالخالق صانع الكل.
إنحدر الشيطان بسكان الأرض إلى أدنى درجات عدم التعقل والجهل. وإذ عرف الطوباوى داود ذلك، أقول بكى بمرارة قائلاً: 
" الإنسان في كرامة ولا يفهم، يشبه البهائم التى تباد "
(مز49: 20 )

ومن المحتمل أن الآتان اكبر سناً ترمز لمجمع اليهود.. إذ صار بهيميا، لم يعط للناموس إهتماماً إى القليل، مستخفا بالأنبياء والقديسين.. وقد أضاف إلى ذلك عصيانه للمسيح الذى دعاه للإيمان ولتفتيح عينيه، قائلاً: 
" أنا هو نور العالم. من يؤمن بى فلا يمشى فى الظلمة بل يكون له نور الحياة " 
(يو8 :12 ) .

الظلمة التى يتحدث عنها هنا بلا شك تخص الذهن، وتعنى الجهل والعمى وداء عدم التعقل الشديد. 
أما الجحش الذى لم يكن قد استخدم للركوب فيمثل الشعب الجديد الذى دعى من بين الوثنيين، فهذا أيضاً قد حرم بالطبيعة من العقل.. كان هائماً فى الخطأ، لكن المسيح صار حكمته
" المذخر فيه جميع كنور الحكمة وأسرار العلم " 
(كو2 :3 )..

لذلك أحضر الجحش بواسطة تلميذين أرسلهما المسيح لهذا الغرض. 


ماذا يعنى هذا؟ إنه يعنى أن المسيح دعا الوثنيين بإشراق نور الحق عليهم.. يخدمه فى ذلك نظامان: الأنبياء والرسل، فقد ربح الوثنيين للإيمان بكرازة الرسل الذين يستخدمون كلمات مقتبسة من الناموس والأنبياء. 

 

 

                                                       القديس كيرلس الكبير