خَمْرٌ جَديدَةٌ وألسِنَةٌ جَديدَة «القوت اليومي
قراءَةٌ مِنْ مار يَعْقوبَ السَرُوجِيّ (+521 )
خَمْرٌ جَديدَةٌ وألسِنَةٌ جَديدَة
في العيدِ العَظيمِ الذي جَمعَ كُلَّ الشُّعوب،
دَوَّتِ الألْسِنَةُ في العِلّيَّةِ بأصْواتٍ جَديدَة.
سَمِعَ اليُونانِيُّونَ والعَيْلامِيُّونَ ألْسِنَتَهُم
مِنْ فَم ِ التّلاميذِ السُّذَّج ِ الذينَ تَرَعْرَعُوا في أرْضِ يَهُوذا.
أتى الغُرَباءُ مِنَ الأمَم ِ البَعيدَة،
فَسَمِعوا في العِلّيَّةِ كلاماً شَرِبُوهُ مَعَ الحَليب.
أمَّا اليَهودُ، وقد أنْكروا الحَقَّ بِأعْمالِهم،
فأنْكَروا الأمْرَ العَجَبَ الذي حَدَثَ في العِلّيَّة.
_" شَرِبوا سُلافَةً وسَكِروا وَجُنُّوا"
أيُّها الكافِرون ! مَنْ يَسْكَرْ يَفْقِدْ عَقْلَهُ !
شُرْبُ الخَمْرِ لا يَمْنَحُ ألْسِنَةً جَديدَة،
والكَلامُ الطَّاهِرُ لا يَنْبَعُ مِنَ السُّلافَة.
لو أنَّهُم شَرِبوا خَمْراً وَسَكِروا، كما تَفْتَرُون،
لَكانَ عُقِدَ لِسانُهُمُ الأوَّل !
والحالُ أنَّهُمُ اسْتَناروا فنَطَقوا بِما تَسْمَعون !
وأيُّ خَمْرٍ يَسَعُها أنْ تُعَلِّمَ الكِتابَ هكذا ؟
ألْهَبَتْهُمْ خَمْرُ الصَّليبِ فنَطَقوا،
وَمِنْهُ قبِلوا الكِتابَ الجَديدَ، لا مِنْ بَشَر !
تِلْكَ السُّلافةُ التي عَصَرَها الشَّعْبُ على الجُلْجُلَة
ألْهَبَتْهُمْ وَعَلَّمَتْهُم جَميعَ ما يَنْطِقونَ بهِ.
ألخَمْرُ الجَديدَة، مِنْ جَنْبِ ابْن ِ اللهِ تَدَفَّقتْ،
صارَتْ لَهُمُ المُعَلِّمَة، أغْنَتْهُم بِتَعْليمِها.
أينَ شاهَدْتُم أناساً سُكَارى، كَما تَزْعَمُون،
يَنْطِقونَ بِألْسِنَةٍ جَديدَةٍ، كما تَسْمَعُون ؟
مَنْ يَشْرَبُ خَمْراً وَيَسْكَرُ يَفْقِدُ نُطْقهُ،
فَكَيْفَ وَجَدَ الآنَ هَؤلاءِ جَميعَ الألْسِنَة ؟
(نشيد أحد العنصرة)