جميعُنا رسُل الكلمَة «القوت اليومي
أنتم أيضًا، إذا شئتم،
يمكنكم أن تستحِقوا اسمَ رسول.
في الحقيقة، كلّ واحدٍ منكم،
إذا أفرغ جهدَهُ، وبمقدار ما أوتيَ من إلهامٍ سماويّ،
ليُجنِّبَ قريبَهُ الشّرّ ويردَّهُ إلى الخير،
وإذا ذكّرَ الضّالّ بالملكوت والعذاب اللذين ينتظرانِهِ في الأبديّة،
كانَ حقاً رسولَ الكلمةِ ليسوع!
إجتذب معك آخرين،
ليكونوا لك رفاق الطريق الموصلة إلى الله.
إذا كنت في طريقِكَ إلى السّاحة أو إلى المسبح،
ولقيتَ بعضَ البَطَّالين، فادعهُم إلى مرافقتِكَ،
لأنّ أعمالكَ الأرضيّة نفسَها تساعد على أن توحّدكَ والآخرين.
وهكذا في طريقِكَ إلى الله، إجتهد ألا تصلَ إليه وحدَكَ!
على من سمعَ في قلبهِ نداءَ المحبّة الإلهيّة،
أن يسمعَ قريبَهُ كلمة مشجّعة!
قد لا يكونُ لديكَ خبزٌ تتصدَّقُ بهِ على مُعوز.
ولكنّ من لهُ لسان، بوسعِهِ أن يُعطيَ أفضلَ من الخبز،
لأنّ من يقوتَ بالكلمةِ نفسًا معدَّةً لحياةٍ أبديّة،
أفضلُ ممَّن يقوتُ بخبزٍ أرضيٍّ جسدًا صائرًا إلى الموت!
فاحذر أن تحرم قريبَكَ صدقة الكلمة،
فهذا تحذيرٌ أسوقُهُ إلى نفسي كما إليكم:
فلتصبح منذُ الآن أحاديثكُمُ الباطلة معمَّرةً للقريب!
تيقّظوا للسّرعة التي تجري بها حياتُنا!
وانتظروا حقيقة الدّيّان الآتي!
القدّيس غريغوريوس الكبير