ثوب سيدة الكرمل هو عربون محبّة العذراء لنا «القوت اليومي

تحتفل الكنيسة بأعياد العذراء مريم في كلّ عام فتعيّد لها ثلاثة أعياد: في الأوّل من كانون الثاني والخامس عشر من آب والثامن من كانون الأوّل بالإضافة الى عيد البشارة وعيد الحبل بلا دنس في الثامن من أيلول. فيما تُقام أيضًا ثمانية تذكارات من بينها ثلاثة أمكنة تخلّد اسمها: بازيليك سانتا ماريا ماجوري (5 أب)، سيدة لورد (11 شباط) وسيدة جبل الكرمل 16) تموز). وقد تمّ إضافة ذكرى سيدة فاطيما مؤخرًا. يبقى الاحتفال بهذه التذكارات اختياريًا لذا ليس من المستغرب أن نرى الكاهن يختار ملابس أخرى للاحتفال بالقداس في هذه التذكارات المذكورة فنرى أنه يختار اللون الأخضر بدلاً من الأبيض بما أنّ الملابس المخصّصة للاحتفال بأعياد مريم العذراء عادةً ما تكون باللون الأبيض.

في الواقع، يعود أصل هذا العيد إلى انكلترا إلى أواخر القرن الرابع عشر، إنه عيد الرهبنة الكرملية ففي فترة الحروب الصليبية، كان النساك الكرمليون يلجأون الى كهوف جبل الكرمل وعندما تمّ طرد الصليبيين من الأراضي المقدّسة، انتقل النساك الى أوروبا حاملين معهم الاسم نفسه. ولكن لمَ نُسب اسم العذراء الى جبل الكرمل؟ لم يكن النساك الكرمليون موجودين في جبل الكرمل إلاّ للتأمّل والصلاة فكانت مريم مثالاً لهم في الصلاة والتأمّل "هي من كانت تحفظ كلّ الأمور في قلبها".

إنّ القديس سمعان ستوك هو من أخذ ثوب الكرمل من السيدة العذراء في 16 تموز وهو عبارة عن قطعة من القماش يرتديها الرهبان والراهبات فوق ملابسهم وأما العلمانيون فهم يرتدون قطعتان مقدستان من القماش تتصلان بشريط توضع إحداهما على الصدر والأخرى على الظهر فتشبه ثوب الرهبان الكرمليين وقد وعدت السيدة العذراء أنّ كلّ من يرتدي هذا الثوب ينجو من عذاب جهنّم.

وهكذا، انتشرت عبادة التكرّس لسيدة الكرمل في كلّ الغرب وكُرّست كنيسة الرعية في لورد لسيدة الكرمل وقد استلمت القديسة برناديت يوم احتفالها بالمناولة الأولى الثوب المقدّس وبعد ستة أسابيع ظهرت لها العذراء بأبهى حلاها في 16 تموز 1858 في المغارة فمارست القديسة برناديت "حياة مسيحية منسوجة بالصلاة والتأمل" كما عبّر عنها البابا يوحنا بولس الثاني. ألا يشبه ثوب الكرمل دعوة المسيح لنا بحمل نيره اللطيف وحمله الخفيف؟