تَجَسُّدُ الابنِ مِنَ الرُّوحِ والعذراءِ واقِعٌ حقيقيّ «القوت اليومي
آمِنْ بأنَّ هذا الابنَ الوحيدَ للهِ نَزَلَ مِنَ السَّماءِ الى الأرضِ بِسَبَبِ خَطايانا، وأنَّهُ أخَذَ طبيعَتَنا البَشَرِيَّة المُعَرَّضة للألمِ، وَوُلِدَ مِنَ القِدِّيسَةِ العذراءِ ومِنَ الرُّوحِ القُدُس.
وهذا التَّجَسُّدُ لَمْ يَتِمَّ بِحَسَبِ الفِكْرِ أو بِحَسَبِ المَظهَرِ، بلْ تَمَّ بالفِعْل. وجاءَ مِنَ العَذراءِ لاكَمَنْ يَمُرُّ بِقناة، بل أخَذ فِعلاً جَسَداً فيها. وَرَضِعَ مِنها فِعلاً، وأكَلَ وَشَرِبَ مِثلنا فِعلاً.
فلو كانَ التَّجَسُّدُ مَظهَراً لكانَ الخلاصُ مَظهَراً أيضا. كانَ المسيحُ مُزدَوِجاً : إنسانٌ في ما كانَ يُرى، وإلهٌ فيما كانَ لا يُرى.
وكإنْسانٍ كانَ يأكُلُ مِثلنا، وكان لهُ جَسَدٌ مُعَرَّضٌ للآلام، ولكنَّهُ كإلَهٍ أطعَمَ خَمْسَة آلافِ رَجُلٍ خُبزاً، وماتَ فِعلاً كإنسان، وكإلهٍ أقامَ مَيتاً بَعدَ أربَعَةِ أيَّام، ونامَ فِعلاً في السَّفينَةِ كإنسان، وكإلهٍ مَشى على الماء.
(العظة 4،9)
القِدِّيسِ كِيرِلُّسَ الأورَشْليميّ (+387)