تنقلبُ الحياة، إلى حياة في الرّوح «القوت اليومي

 

إنّ العنصرة لا نهاية لها،

لأنّ الرّوح القدس لن يتوقّف أبداً،

عن "النّزول" من هذه الفجوة التي فتحها المسيح،

وإلى الأبد، في حائط البعد والتّفرقة،

من خلال عنصرة الأسرار الحقيقيّة،

التي تُعطي الكنيسة قداستها بصورة تتجاوز كلّ الأوضاع الإجتماعيّة.

 

إنّ إستحالة السّيّد الدّائمة،

التي "يعيدها" خادم الأسرار،

هي أيقونته الحيّة التي تجعل من الكنيسة،

سرّ المسيح القائم ومصدر القيامة.

الأسرار هي أوجه مختلفة لسرّ وحيد،

هو سرّ الكنيسة بالذات،

لأنّ الكنيسة هي المجال "المسيحانيّ" للرّوح.

 

وهذا لا يعني أنّ الرّوح سجين في الكنيسة،

ممّا لا يمكن حصوله،

لأنّ الرّوح القدس هو محرّك مصير الكون،

ومحرّك تاريخ البشر،

بل أنّ الرّوح ينطلق من الكنيسة،

لأنّ الكنيسة، بالنّسبة لعين القلب،

ليست موجودة في العالم،

بل العالم موجود في الكنيسة.

 

"بارتوائنا من الرّوح، نكون قد شربنا المسيح"،

لأنّ الأسرار تُدخلنا إلى المكان،

حيثُ تنقلب الحياة الصّائرة إلى الموت،

بنعمة الصّليب، إلى حياة في الرّوح.

 

فقط في كنيسة الرّوح القدس،

يُمكننا أن نتجاوب مع الأرض القائمة من الموت،

الأرض المُتجلّية، أرض الأحياء،

لأنّ كلّ تجاوب آخر هو إستسلام للموت.

 

أوليفييه كليمان