تجلّي المسيح: إعلان مُسبَق ... «القوت اليومي
إنّ أولئك القوم الذي قال عنهم الرّبّ،
أنّهم لن يذوقوا الموت حتّى يروا مثال مجيئه،
هؤلاء هم الذين أخذهم معه إلى الجبل،
وأراهم الحالة التي سيأتي بها في اليوم الأخير،
وهذا المجد الذي ظهر في التّجلّي هو مجد القيامة،
لذلك أوصى المسيح تلاميذه وهم نازلون من الجبل،
أن لا يعلموا أحداً بما رأوا،
حتّى يقوم إبن الإنسان من الأموات،
مُشيراً بذلك أنّ ما رأوا هو حالة نورانيّة للجسد،
التي تحدث في القيامة،
ولذلك ليس من اللائق أن يتحدّثوا عنها قبل أن يقوم هو.
والهدف من ظهور المسيح بحالة مجد القيامة قبل حدوث القيامة،
هو أن نعرف أنّ المجد الذي سيظهر في القيامة،
هو موجود أصلاً قبل القيامة،
لأنّ مجد الألوهيّة الذي كان يحجبه الجسد،
ثمّ بعد الصّليب فاض هذا المجد بدون مانع،
وظهر علناً في جسد المسيح القائم من بين الأموات،
وفي هذا المجد عينه صعد يسوع إلى السّماء،
وهو الآن في مجدٍ وبهاءٍ ونورٍ يفوقُ الوصف والتّصوّر.
هذا المجد نفسه، مجد المسيح،
موجود في الكنيسة التي هي جسده،
ولكنّه مجد خفيّ، لا يحسّه الآن إلا الذين،
ينير الرّوح القدس عيون قلوبهم،
ليروا المسيح حيّاً فيهم وفي وسطهم بمجده ومجد أبيه.
مار أفرام السّريانيّ