بمَوتِهِ أبْطَلَ سُلطانَ المَوت «القوت اليومي
بمَوتِهِ أبْطَلَ سُلطانَ المَوت
لَقَدْ أرادَ رَبُّ المَوْتِ أنْ يُبْطِلَ المَوت، وبِكَوْنِهِ هُو "الرَّب" لهذا فإنَّ ما قد أرادَهُ حَقَّقَهُ لأجلنا نَحْنُ جميعاً، إذ عَبَرْنا مِنَ المَوتِ الى الحَياة.
عِنْدَما اقتيدَ الرَّبُّ إلى المَوتِ صَدَّ النِّسْوَةَ اللّواتي كُنَّ يَتْبَعْنَ إيَّاهُ، باكياتٍ، قائِلا ً: "لا تَبْكِينَ عَليَّ"، بِمَعْنَى أنَّ حادِثَ مَوتِ الرَّبِّ ليسَ لِلحُزْن ِ بَلْ لِلفَرَح، لأنَّ الذي يَموتُ عَنَّا هُوَ حَيٌّ، قادِرٌ أن يَقوم، إذ هُو ليسَ مَخْلوقاً مِن عَدَم، بَلْ مَولودٌ مِنَ الآب.
إنَّ مَوتَهُ بِحَقٍّ مَوضوعُ فَرَح، إذ نَرَى علاماتِ النُّصْرَة ِ ضِدَّ المَوتِ ونَرَى عَدَمَ فَسادِنا خِلالَ جَسَدِ الرَّب، لأنّهُ إذ قامَ مُمَجَّدا، فإنّهُ مِنَ الواضِحِ أنَّهُ سَيُقيمُنا جَميعا، وإذ بَقِيَ جَسَدُهُ بغيرِ فَساد، فإنَّنا لا نَشُكُّ في أنَّنا سَنَنالُ عدمَ الفَساد.
لأنّهُ كما يَقولُ بولُس (رومية 5/12)، وقولُهُ حقٌّ، إنّهُ كما بإنسانٍ واحدٍ أخْطأَ جَميعُ النَّاس، هكذا بقيامَةِ رَبِّنا يَسوعَ المَسيح سَنَقومُ جَميعا.
يقولُ الرَّسول: لأنَّ هذا الفاسِدَ لا بُدَّ أنْ يَلْبَسَ عَدَمَ فَساد، وهذا المائِتُ أن يَلْبَسَ عَدَمَ موت(1كور15/53).
(الرسالة 11 في عيد القيامة)
القِدِّيس أثناسْيُوس الإسْكَنْدَرِي (+373)