الوَيلُ لَكُم يا عُلَماءَ الشَّريعَة «القوت اليومي
«فقال: الوَيلُ لَكُم أَنتُم أيضًا يا عُلَماءَ الشَّريعَة، فإنَّكم تُحَمِّلونَ الناسَ أحمالاً ثقيلة» (لو11: 46)
إنّ علماء الشريعة هم غير الفريسيّين إذ إنّ الفريسيّين كانوا يميّزون أنفسهم عن الآخرين بإظهار ممارسات دينيّة أكثر تشدّدًا؛ وكانت مهمّة علماء الشّريعة أن يشرحوا صعوبات هذه الممارسات.
والحال هذه، حمّل الربّ يسوع الملامة الشديدة إلى علماء الشريعة لكي يخفّض من قيمة ادّعاءاتهم الباطلة والمتعجرفة: "فقال: الوَيلُ لَكُم أنتُم أَيضًا يا عُلَماءَ الشَّريعَة، فإنَّكم تُحَمِّلونَ الناسَ أحمالاً ثَقيلة..." (لو11: 46). لقد استعان الربّ يسوع بمقارنة مدوّية ليدين علماء الشريعة. فقد كانت الشريعة أمرًا عزيزًا على قلوب اليهود كما اعترف بذلك تلاميذ الربّ يسوع المسيح. وكان علماء الشريعة يجمعون، بحزمة واحدة، كلّ أحكام الشريعة ويضعونها على كاهل أتباعهم في الوقت الذي كانوا هم أنفسهم لا يعبأون بها.
ففي كلّ مرّة كان عالمٌ من علماء الشريعة يطبّق ما يقوم بتعليمه، كان يخفّف الحمل عن أتباعه بإعطائه المثل بنفسه؛ ولكن حين لا يقوم بأيّ تطبيق لتعليمه، فإنّ الحمل يظهر ثقيلاً وغير قابل لحمله، إذ إنّ عالِمَ الشريعة نفسه يرفض حمله.
لقد استحقّوا إذًا تأنيب الربّ لهم كونهم رفضوا مسّ هذه الأحمال بأحد أصابعِهم، أي أنّهم رفضوا تطبيق أيّ من تلك التعاليم في حياتهم لأنّهم، بعكس مثال آبائهم، كانوا يدّعون فرض الشريعة وتطبيقها بدون الإيمان ونعمة الربّ يسوع المسيح.
القدّيس ثيوفيلُس الأنطاكيّ ( 186)