الكنيسة ُ تنتَظِرُ عَروسَها «القوت اليومي




لَزِمَتْ عَروسُ النّورِ يوحَنّا فأقامَتْ بِقُربِه،

لِتَسْجُدَ لِلعَروسِ آن َ يَظهَرُ لها.

كُلُّ مَن كان يَصِلُ آتياً لِيَعتَمِد،

ألعَروسُ عينُها شاخِصة ٌ إليهِ إلى أن يَصعَد.


إعتَمَدَتْ ألوفٌ ولمْ يَنزِلْ عليهِم الرُّوح،

إستَحَمَّتْ رِبواتٌ والنّهْرُ بارِدٌ لمْ يُرِفَّ عليهِ جَناح.

إنحَدَرَتْ جُموعٌ والمياهُ عاديَّة ٌ كما هي،

صَعِدَ كثيرون وَصَوتُ الآبِ نظيرُهُ مَحجوب.


ولمَّا تَزيَّنَتِ العَروسُ بِكامِلِ حُلى التَّوبة،

واستَحَمَّتْ وَصَعِدَتْ مِن مياهِ المَعموديَّة؛

ولمَّا كانتِ المَعموديَّة ُ يَنقصُها الغُفران،

ولم يَكُنْ بَعدُ أحدٌ قبلَ الرُّوحِ القُدُس؛


ولمَّا كان العُرسُ كلّهُ ينتظِرُ العَروسَ أين هُوَ،

خرَجَ ابنُ المَلِكِ مِن بينِ الجُموعِ آتياً إلى النَّهر،

فهَبَّتِ المَعموديَّة ُ لاستِقبالِهِ من بعيد،

وماجَ النّهْرُ ونادى بهِ بِصمتٍ.


خرجَ منهُ الرُّوحُ القُدُسُ وحَلَّ على المياه،

فألهَبَتها حرارةُ قوَّتِهِ.

أجَّتْ نارُهُ في الأمواجِ قبلَ نُزولِهِ،

فجاشَ النَّهرُ شَوقاً إليه في اضطرامِ اللّهَبِ العَظيم.


لاقتْهُ المَعموديَّة وقد أتى إليها،

 مِثلَ قرنِ الطـِّيبِ حين لاقى داوُد.

 هَبَّتْ إلى استقبالِهِ لا لِتُقدِّسَهُ هُوَ القُدُّوس،

بل عانقتْهُ لِتَتَقدَّسَ هي به.


سُرَّتْ بهِ لأنّهُ مُكَلّـِلـُها،

فبَسَطَتْ ثوبَها تلقى فيه قُدْسَ الابن.

(نشيد عماد مخلصنا في الأردن).

مار يعقوبَ السَّروجيّ (+521).