الكل مدعو للتبشير، يكفي أن يكون معمّدًا «القوت اليومي

يكفي أن نكون قد نلنا سر المعمودية لكي نبشر "أصبحت الكنيسة "حاضنة" ولم تعد أمًّا."

الجماعة الأولى التي كانت تعيش المحبة المتبادلة والطمأنينة والسلام والتي كانت تعاني الاضطهاد، كانت تبشر وحدها من دون أساقفة أو كهنة. "لقد تركوا منازلهم ولم يأخذوا معهم إلا القليل، لم يكونوا بمأمن ولكنهم تنقلوا من مكان الى آخر ليكرزوا بالكلمة. غناهم كان إيمانهم الذي أعطاهم إياه الرب. كانوا مؤمنين، معمدين منذ سنة أو سنتين، ولكنهم كانوا يملكون الجرأة ليذهبوا ويبشروا، وكان الناس يصدقونهم! وقد اجترحوا المعجزات!" (أعمال الرسل 8، 4)

أن نوال سر المعمودية يكفي لكي "يحظى الشخص بالقوة الرسولية، وقوة الروح" ليبشّر.

هل يتحلى الأشخاص المعمدين اليوم بهذه القوة ليبشروا؟ أم هم فقط يأملون أن يتكلم الكاهن أو الأسقف؟ إن الأشخاص لا يعطون سر المعمودية حقّه بل ينشغلون في أعمالهم وفي بعض الأحيان يقولون: "لقد تعمدنا، وتثبتنا، ونلنا القربانة الأولى...ومن ثم ينامون بهدوء: أنت مسيحي. فأين قوة الروح التي تدفعك الى الأمام؟"

إن كان كل شخص أمينًا للروح لكي يعلن يسوع بحياته وشهادته وكلمته، تصبح الكنيسة إذا أمًّا تلد الأطفال. ولكن حين نغفل عن التبشير تصبح الكنيسة "الحاضنة" لا "الأم"، الحاضنة التي تهتم بالطفل كي ينام، فتكون كنيسة "مصابة بالنعاس."

لدينا مسؤولية كبيرة نحن الذين نلنا سر المعمودية ألا وهي: "أن نعلن المسيح، ونجعل الكنيسة تتقدم. فنحن مسيحيون وهذه هبة تجعلنا نتقدم الى الأمام في إعلاننا ليسوع المسيح بقوة الروح."

على كل شخص أن يسأل الرب القوة ليكون شخصًا معمّدًا شجاعًا، وأن يكون واثقًا بأن الروح الذي ناله في المعمودية يدفعه دائمًا الى إعلان يسوع المسيح في حياته، بشهادته وكلمته.

البابا فرنسيس