الغفرانُ قبل الصلاة «القوت اليومي
عندما تصلي، إرفع قلبكَ الى فوق، واخفض نظركَ إِلى أَسفل، وادخل إلى إنسانكَ الباطنيّ، وصلِّ في الخفاءِ لأَبيكَ الذي في السماء.
ما كتبتهُ لكَ مفادهُ أَنَ الصلاةَ تُستجابُ إذا كانت نقيَّة، وترفضُ إذا كانت مُلَوّثة.
بما أَنَّ كثيرينَ بيننا يُكثِرونَ الصلوات، ويرفعونَ التضرُّعات، فينطَوُونَ على نُفوسهِم وَيبسطونَ اَيدِيَهُم. على أَنَّ مفاعيلَ الصلاةِ بعيدةٌ عنهم.
يُصلُّونَ الصلاةَ التي علَّمَها مُخَلِّصُنا، اَي أَن يغفِرَ لنا خطايانا كما نحنُ نَغفِرُ لِمن أساءَ إلينا، وقلَّما يُفَكّرُ الواحِدُ مِنَّا أَنَّهُ، عِندما يُصلّي، يُقَرِّبُ إلى اللهِ قربانا، ولا يخجَلُ إذا كانَ في صلاتِهِ عَيبٌ ما.
أَنتَ تطلبُ أَن يُغفَرَ لَكَ، وتُقِرُّ بأَنَّكَ تَغفِرُ، هَل فكَّرتَ إذا كُنتَ تغفِرُ فِعلاً أَم لا؟
لا تُكَذّبِ اللهَ وتقولُ لَهُ :أَنا أَغفِرُ، وأنتَ لا تغفِر.لَيسَ اللهُ إنساناً حتى تحمِلَهُ على الكذِب.
إذا أَخطأَ إنسانٌ إلى إنسان، صلَّى إلى الله .أَمَّا إذا أَخطأَ إلى اللهِ بِالذات ،فَإلى من نصلّي؟ لا تحكُم على نفسِكَ بصلاتِكَ.
إسمع ما قالهُ رَبُّنا: "إذا قدَّمتَ إلى المذبح، وَذَكرتَ هُناكَ أَنَّ لأَخيكَ عَلَيكَ شَيئا، فَدَع قُربانَكَ هُناكَ أَمامَ المذبح، وامضِ أَولاً فصالح أَخاكَ وَحينئذٍ ائتِ وقدّم قربانَكَ"(متى 5 : 23 -24 ).
عِندما تُصَلِّي، رُبَّما تَذكُرُ أَنَّكَ تَحفَظُ في قَلبِكَ غَضَباً ما. فاغفِر أَولاً لِمن أَخطأَ إِليك، حينئذٍ ارفع صلاتَكَ إلى المدينِ لَهُ.
أُترك مئةَ دِينارٍ حسَبَ مَسكَنَتِكَ، وَدائِنُكَ يترُكُ لكَ رِبواتِ الوزناتِ بِحسبِ عظمتِه، ولا يَحسَبَ عليكَ الفائدةَ والربَا.
حينَئِذٍ يرتفعُ قربانُكَ، وَيُصعِدُهُ مَعَهُ ذاكَ الذي يُقَرَّبُ الصلوات.
إِذا لم تغفِر، يَقولُ لكَ: وأَنا أَيضاً لا أَرفعُ قُربانكَ المُلَوَّثَ أَمامَ الكرسيِّ المقدَّس.
وستأتِي بِنَفسِكَ إِلى هُناكَ لِتؤَدِّيَ حِساباً إلى دائِنِكَ، وَستَحمِلَ مَعَكَ تَقدِمَتَكَ.
(البيان الرابع ،في الصلاة ،13 )
قراءَةٌ من أَفراهاتَ الحكيمِ الفارسي (+345)