الصليب الفادي «القوت اليومي
كلّ عمل قام به المسيح كان مدعاة فخر للكنيسة الجامعة، وأعظم المفاخر كلّها كان الصليب. وإذ عرف بولس ذلك قال: "أمّا أنا فمعاذ الله أن أفتخر إلّا بصليب ربّنا يسوع المسيح".
من العجيب أن يرى المولود أعمى في سلوام، ولكن ماذا يهمّ ذلك عميان في العالم أجمع؟
إنّه لأمر عظيم وخارق للطبيعة، أن يقوم لعازر من الموت في اليوم الرابع، ولكنّه حظي بالنعمة وحده، فماذا يهمّ ذلك الذين ماتوا بخطاياهم في العالم أجمع؟
إنّها لمعجزة أن يتغذّى خمسة آلاف رجل بخمسة أرغفة، ولكن ماذا يهمّ ذلك الذين يتضورون جوعًا في العالم أجمع؟
وعجيب أن تحلّ امرأة كان قد ربطها الشيطان منذ ثماني عشرة سنة، ولكن ماذا يهّمنا ذلك نحن جميعًا المرتبطين بسلاسل الخطيئة؟
تاج الصليب هو الذي أضاء الذين كان يعميهم الجهل، وحرّر الذين كانوا أسرى الخطيئة، وافتدى البشر أجمعين.
القدّيس كيرلس الأورشليمي