السلام عليكِ يا أم الكنيسة «القوت اليومي
"يا أمّ الكنيسة! علّمي شعب الله دروب الإيمان والرجاء والمحبّة! نوّري بنوع خاصّ الشعوب الذين تنتظرين منّا أن نكرّسهم ونقدّمهم! ساعدينا لنحيا في حقيقة تكريس المسيح من أجل كل العائلة البشرية في العالم المعاصر!
أيتها الأم!، أننا فيما نكل إليكِ العالم وجميع الناس، نكل إليكِ أيضاً تكريس العالم نفسه،، ونضعه في قلبك الأمومي.
أيها القلب البريء من الدنس! ساعدنا لنغلب تهديدات الشرّ الذي يتأصَّل اليوم بسهولة في قلوب النـاس، ويُلقي بثقله على الحياة الحاضرة بنتائجه التي لا يمكن حصرها، حتى لَيكادُ يقطع السبيل صوب المستقبل!
من الجوع ومن الحرب، نجيّنا!
من الحرب الذرّية، من تدمير أنفسنا بأنفسنا وبغير حساب، ومن كل أنواع الحروب، نجيّنا!
من الخطايا ضدّ حياة الإنسان منذ لحظات وجوده الأولى، نجيّنا!
من البغض والحطّ من كرامة أبناء الله، نجيّنا!
من كل أنواع الظلم في الحياة الاجتماعية والوطنية والدولية، نجيّنا!
من السهولة التي بها تُداس وصايا الله، نجيّنا!
من محاولة إطفاء حقيقة الله نفسها في قلوب البشر، نجيّنا!
من فقدان الضمير المميّز بين الخير والشرّ، نجيّنا!.
من الخطايا ضدّ الروح القدس، نجيّنا! نجيّنا!
يا أمّ المسيح، أنصتي إلى هذا الصراخ المثقّل بآلام جميع الناس! المثقل بآلام المجتمعات كافة!
ساعدينا بقوّة الروح القدس، لنغلب كلّ خطيئة: خطيئة الإنسان، و«خطيئة العالم»، والخطيئة في كلّ أشكالها!
ولتظهر مرَّة أخرى في تاريخ العالم قدرة الفداء الخلاصية اللامتناهية، وقدرة الحب الرحوم! وليُوقفِ الشرَّ! وليحوّل الضمائر!
ولينجلِ في قلبكِ البريء من الدنس نور الرجاء للجميع!»
البابا القديس يوحنا بولس الثاني 1984