الخروج من الخطيئة والدخول إلى ملكوت الله «القوت اليومي
يا إخوتي، حان الوقتُ لكي يخرجَ كلّ واحدٍ منا من قوقعة الخطيئة. لنخرُج من برجنا البابليّ فنلتقيَ بالربّ المخلّص بحسب ما أخبرنا به النبيّ: "فَاستَعِدَّ لِلِقاء إِلهِكَ يا إِسْرائيل" (عا 4: 12) لأنّه سوف يأتي. فَلننهض من لجّة الخطيئة ونُقبِل إلى الربّ الذي أرسلَ ابنه "في جَسَدٍ يُشْبِهُ جَسَدنا الخاطِئ" (رو 8: 3). ولنخرج من إرادة الخطيئة ونندفع نحو التوبة. وعندئذٍ، نلتقي الرّب يسوع المسيح الذي كفّر عن الخطيئة التي لم يرتكبها قطعًا. إنّ من خلّصَ التائبين سيسكبُ علينا فيضَ السلامَ: فهو يصنع الرّحمة مع التّائبين.
ستقولون لي: ... "من يستطيع أن يخرج من الخطيئة لوحده؟". في الحقيقة، إنّ أعظمَ الشرور هو حبّ الخطيئة والرغبة في ارتكاب المعصية. تخلّص إذاً من هذه الرغبة... اِكره الخطيئة فتخرج منها. إذا كرهتَ الخطيئة ستلتقي المسيح أينما وُجِد. فكلّ من يكره الخطيئة يصفح له المسيح عن زلاّته بانتظار أن نقتلعَ عاداتنا السيّئة من جذورها.
ولكنكم تقولون أيضًا بأنّ هذا الأمر صعبٌ عليكم وبأنّه من دون نعمة الرب يستحيلُ على الإنسان أن يمقتَ الخطيئة وأن يرغب في العدل والإنصاف: "فلْيَحمَدوا الرَّبَّ لأَجل رَحمَتِه وعَجائِبِه لِبَني البَشَر" (مز 107[106]: 8). يا إلهي، يا صاحب اليد القادرة، يا ربّي يسوع الفائق القدرة، تعالَ وحرِّر عقلي سجينَ إبليس الجهل، واقتلع إرادتي المريضة من وباء الرغبات والشهوات. حرّر قدراتي وطاقاتي فأتحلّى بقوّة المواجهة والتصرّف كما أرغبُ من صميم قلبي.
إسحَق النجمة ( نحو 1171)،
راهب سِستِرسيانيّ