الانطلاق من ذواتكم و المضي نحو الآخرين «القوت اليومي

أرسل يسوعُ تلاميذه في رسالة تبشيرية وحملهم هذه الوصية: "اذهبوا في العالم كله وأعلنوا الإنجيل لكل خليقة. من يؤمن ويتعمد يخلص" (مر 16، 15 )التبشير بالإنجيل يعني أن نحمل إلى الآخرين البشرى السارة وهذه البشرى السارة هي شخص: يسوع المسيح. عندما ألتقي به، عندما أكتشف إلى أي مدى يحبني الله وأنه خلصني،لا يولد في الشوق فحسب بل ضرورة أن أعرّف الآخرين عليه.

في مطلع إنجيل يوحنا نرى أندراوس الذي، بعد أن التقى بيسوع، يسارع لكي يقود أخيه سمعان (راجع 1، 40 – 42). التبشير ينطلق دومًا من لقاء مع الرب يسوع: من تقرب منه واختبر حبه يريد فورًا أن يشرك الآخرين بجمال هذا اللقاء والفرح الذي يولد من هذه الصداقة.

بقدر ما نتعرف على المسيح، نتشوق لكي نبشر به. وبقدر ما نتحدث عنه، نتلهف للحديث عنه أكثر. بقدر ما نتولع به، بقدر ذلك نتشوق لكي نقود الآخرين إليه.

من خلال المعمودية، التي تلدنا إلى حياة جديدة، يسكن الروح القدس فينا ويشعل فكرنا وقلبنا: هو الذي يقودنا لكي نتعرف على الله وللدخول في صداقة أعمق مع المسيح؛ الروح القدس هو الذي يحثنا على فعل الخير، على خدمة الآخرين، على هبة ذواتنا. من خلال سر التثبيت، نتقوى في عطايا الروح القدس لكي نشهد بشكل أنضج للإنجيل. ولهذا فإن روح الحب هو محرك ونفس الرسالة: يدفعنا للخروج من ذواتنا، لكي "ننطلق" ونبشّر.

أيها الشباب الأعزاء، اسمحوا لقوة حب الله أن تقودكم، اسمحوا لهذا الحب أن يتغلب على الميل إلى الانطواء في عالمكم الخاص، في مشاكلكم، في عاداتكم؛ تحلوا بشجاعة "الانطلاق" من ذواتكم و "المضي" نحو الآخرين لكي تهدونهم إلى اللقاء مع الله.

(مقطعًا مختارًا من رسالة بندكتس السادس عشر ليوم الشبيبة العالمي )