الاقتداء بالمعلّم «القوت اليومي
عندما يضع الإنسان نفسه أمام الرّب يسوع المسيح، يضيء عليه نور جديد: فيدرك قداسة الله وفداحة الخطيئة. فبكلمة الرّب يسوع المسيح، تنتقل إليه الرسالة التي تدعو إلى الارتداد وتمنح غفران الخطايا.
يتلقّى الإنسان إذًا هذه المواهب بالملء في المعموديّة، التي تُهيِّئه لآلام الربّ وموته وقيامته. يتمّ وضع حياة المعمَّد الآتية برمّتها تحت علامة هذا السرّ.
يجب على كلّ مسيحيّ إذًا أن يتبع المعلّم بالتخلّي عن نفسه، وبحمل صليبه والمشاركة في آلام الرّب يسوع المسيح.
وهكذا، إذ يتجلّى في صورة موته، يصبح قادرًا على التأمّل بمجد القيامة. ويتبع المعلّم أيضًا بأن يحيا ليس لأجل ذاته، بل لأجل الذي أَحَبَّه وبذل نفسه لأجله (راجع غل 2: 20)، وبأن يحيا لإخوته، مُتَمِّمًا في جسده (أي جسد الإنسان) "ما نَقَصَ مِن شَدائِدِ المسيح في سَبيلِ جَسَدِه الَّذي هو الكَنيسة" (كول 1: 24).
الطّوباويّ بولس السادس، بابا روما
من 1963 إلى 1978