الابنُ والآبُ مُعَلِّمٌ واحِد «القوت اليومي

 

 

 

 

 

  قراءَة ٌ مِنْ مار يَعقوبَ السَروجِيّ ( + 521 )

 

 

الابنُ والآبُ مُعَلِّمٌ واحِد

 

 

 

أيُّها اليَهودِيُّ ، المُنْكِرُ الآبَ، الصَّالِبُ الابْنَ، الفارِغُ مِنَ الرُّوح،

تَعالَ، تَبَيَّنْ وانْظُرِ الابنَ : إنّهُ لأشْبَهُ بأبيهِ !

تَعالَ، حَدَّقْ إليهِ : فَهُوَ لَيْسَ غَريباً عَنْ والِدِهِ !

مِنْ أعْمالِهِ افْهَمْ : إبْنُ مَنْ هُوَ ؟

 

مِنْ تَصَرُّفاتِهِ تَأكَّدْ مَنْ أبوهُ !

أعْمالُهُ تَشْهَدُ حَقّاً أنّهُ ابْنُ الله.

وَلَكِنْ، لو سَطَعَ نورُ الشَّمْس، في أبْهَى سَناهُ،

فالأعْمَى غَريبٌ عَنْهُ جِدّاً، لأنَّهُ لا يراهُ !

 

مِنَ العِلّيَّةِ وَمِنْ بابِلَ يَفْهَمُ المَرْءُ

ما أشَبَهَ رَبَّنا بِأبيهِ، في مَصْنوعاتِهِ !

بالألْسِنَةِ التي تَقسَّمَتْ هُنا وهُناكَ

تَسْتَنيرُ فتُدْرِكُ المُساواةَ  بَينَ الآبِ وابْنِه.

 

أيُّها الذَّكِيُّ، انْظُرْ إلى عِلّيَّةِ صِهْيُون،

تَنَظَّرْ بِفِكْرِكَ إلى بُرجِ ابْنَةِ الكِلْدانيّين :

مَوضِعانِ أنْشِىءَ  فيهِما عَمَلٌ  واحِد،

فاحْكُم، أيُّها الحَكيمُ، أنَّ القُوَّةَ واحِدة، هُنا وهُناك.

 

ألرُّسُلُ في أرْضِ يَهوذا، وَالبابِليُّونَ في بَيْتِ المَعْصِيَة،

تَعَلّمُوا الكِتابَ مِنْ مُعَلّمٍ  واحِدٍ  مَلآنَ  حِكْمَة.

هُوَ وَهَبَ هُنا رُسُلَهُ جَميعَ الألْسِنَة،

وَهُوَ  قسَّمَها  هُناكَ، هُوَ  وَوالِدُهُ !

 

هُوَ بِلبَلَ ألْسِنَةَ أبْناءِ الإثْم ِ،

وهُوَ قسَّمَ ألْسِنَةَ أبْناءِ النّور.

تَعْليمٌ واحِدٌ يُعْطى هُنا وهُناك،

يُعَرِّفُنا الحَقيقةَ أنَّ رَبَّنا  مُساوٍ لِوالِدِهِ.

 

لَهُ الأوائِلُ وَالأواخِر،

هُوَ بَلْبَلَ، وَهُوَ قسَّمَ الألْسِنَة كافّة !

على يَدَيهِ بُسِطَتِ البُلْدانُ وَمَمالِكُها،

لَهُ بابِلُ وَيَهُوذا وَجَميعُ سُكّانِهِما.

 

هُوَ عَمَّدَ بِالماءِ وَالرُّوح ِ في العِلّيَّة،

وَهُوَ مَيَّزَ شُعوباً عَنْ شُعوبٍ في بابِل.

 

 

 

 

 

                                  (نشيد أحد العنصرة )