الإفخارستيّا تفتح باب الفردوس «القوت اليومي
الإفخارستيّا تفتح باب الفردوس
لو كنّا نستطيع فهم كلّ الخيرات المخفيّة في المناولة المقدّسة، فلا يعود هناك حاجة أكثر من ذلك لإرضاء قلب الانسان.
قال ربّنا: "إِنَّ سَأَلتُمُ الآبَ شَيئاً بِاسمي أَعطاكم إِيَّاه" (يو 16: 23). نحن ما كنّا يومًا لنطلب من الله أن يقدّم لنا ابنه. لكن ما لم يكن الانسان ليتخيّله يومًا، فعله الله. ما لا يستطيع الانسان قوله أو تصوّره، ما لم يكن ليتجرأ على طلبه، قاله الله من خلال ابنه الحبيب وصمّمه ونفّذه.
من دون الإفخارستيّا المقدّسة، ليس بالإمكان أن يكون هنالك سعادة في هذا العالم، ولم تكن الحياة لتُطاق. حين نتلقّى المناولة المقدّسة، نتلقّى فرحنا وسعادتنا. نتيجة رغبة الله الحنون ببذل ذاته من أجلنا في سرّ ابنه الحبيب، منحنا الرغبة الواسعة والكبيرة التي يستطيع وحده إشباعها... إلى جانب هذا السرّ الرائع، نحن نتصرّف كشخص يموت من العطش بالقرب من نهر؛ فما عليه سوى أن يحني رأسه!... أو كشخصٍ يبقى فقيرًا بالقرب من كنز؛ إذ ليس عليه سوى أن يمدّ يده!
لو كنّا نستطيع فهم كلّ الخيرات المخفيّة في المناولة المقدّسة، فلا يعود هناك حاجة أكثر من ذلك لإرضاء قلب الانسان.
القدّيس يوحنّا ماري فِيَنّي (1786 - 1859)، كاهن آرس