الأم البتول والإبن العجيب «القوت اليومي
*أمّك ربّنا لا يعرف أحدٌ كيف يدعوها.
أيدعوها بتولاً؟ ها ابنها حاضر.
أيدعوها متزوّجة؟ لم يعرفْها رجل.
وإذا كانت أمّك لا تُدرك، فأنت منْ يُدركُك؟
*إنّها أمّك هي وحدها. وإنّها أختك مع الجميع.
صارت لك أمّاً، صارت لك أختاً،
وإنّها خطّيبتك مع العفيفات.
بكلّ شيء زيّنتها، يا جمال أمّه.
* كانت مخطوبة حسب الطبيعة قبل مجيئك.
وصارت حاملاً بخلاف الطبيعة،
بعد مجيئك، أيّها القدّوس.
ومكثت بتولاً، إذ ولدَتك بالقداسة.
*عجبٌ هي أمّك. دخَلَها سيّداً فصار عبداً
دخل ناطقاً فصمَتَ بداخلها.
دخلها رعداً فسَكَن صوته.
دخل راعي الكلّ فخرج حمَلاً.
*قَلَبَ الأنظمة حشا أمّك، يا منظّم الكلّ.
دخل غنيّاً، فخرج فقيراً.
دخلها سامياً، فخرج متواضعاً.
دخلها بهاءً، فخرج لابساً لوناً حقيراً.
(مار أفرام السّرياني)