الأبرارُ أشهى ثمارِ الفردوس «القوت اليومي
الأبرارُ أشهى ثمارِ الفردوس
لم يُبدَعِ الإنسانُ للفردوس
بل الفردوسُ للإنسان.
قلبُ آدمَ أمرَعُ من براعمِ الفردوس، وأقوالُه من الأثمار
لأنَّ الكلمة أطيبُ من الثَّمر،
وحقيقةَ الإنسان أفضلُ من أُصولِ الشَّجر،
وأَبهى الحُبِّ من الأطياب.
حَمَلَ الأفاضِلُ أثمارَهم وخرجُوا
إلى لقاءِ الفردوسِ مزهُوًّا بضُرُبِ الأثمار:
دخلوا الجنَّة البهيَّة بروائع مآتيهم،
فرأت الجنَّةُ أثمارَ الصدّيقين.
إنّها لتعلو أثمار أشجارِها،
وحلي الظافرين يَعلو حليها.
طوبى لمن استحقَّ أن يُصغي إلى حكمتهم.
طوبى للأُذن التي شبعتِ من أصواتهم،
طوبى لمن أدرك طوباهُم.
طوبى لمن عنيَ حتّى يكون بين الأوَّلين،
ويلٌ لمن لم يُحاول أن يكون حتّى بين الآخرين.
بهم أضاءَ المَشرقُ وبهم أَشعَّ المغرب
بهم رُفع الشّمال وبهم رُقّيَ الجنوب.
طلعُوا الجلد ففتحوهُ وهبطوا اليمَّ فجعلوه جسرًا.
السرُّ الذي جلاهُ المُرسلُ بالمثل،
نشروهُ في العالم أجمع لفُّوا به جميع الأقطار،
فإعتنقته البرايا تَعُبُّ منه القوَّة.
(مار أفرام السّرياني
منظومة الفردوس
نشيد 6)