الآلام المسيح «القوت اليومي

 

الذي كان منذ القديم وهو حاضر، الكائن والذي سيأتي، الذي تألّم وقُبر ومجّده الآب، الذي حلّ من الموت قيودنا،

الذي قام من الأموات، وهو ليس إنساناً فحسب بل إلهاً معا، الذي أعاد بالروح القدس عدم الموت الى جسد آدم ونفسه، لأنّه حفظ آدم بالروح، الذي لبس آدم المائت فأحياه، الذي صعد الى السماء،

الذي هوى الموت تحته من خلف الصليب، منهزما، وقد تفكّكت قيوده التي تجبّر بها الثلاّب ردحاً من الزمن، ظافراً علينا.

بالآلام المسيح صار الثلاّب أعزل ضعيفاً، وقد قطع المسيح أشراكه وقوّته، وكسّر سهامه وصفعه على وجهه، وهو الغارق في الظّلام.

فارتعد وخاف عندما شاهد الوحيد الابن المتأنّس قد هبط باللاّهوت الى الجحيم،

وهو الذي انحدر من الأعالي النقيّة، من أعلى السماء، وهو العقل الغير المنفصل عن الآب، المساوي له بمشيئته، وهو صانع السماء مع أبيه.

وهو إكليل الملائكة وعزّ رؤساء الملائكة، درع القوّات وروح السّادة، سلطان الملكوت السرمدي، ورأس القدّيسين، عقل الآب غير المدرك، وهو الحكمة، القوّة، الرّبّ، الضّمير، العقل، اليد، ذراع الآب.

 

 (من عظة الاسرار في "عهد الرب")