الآب يقوم بكلّ شيء في الابن «القوت اليومي
في كلّ يوم، يخلق الابن كلّ شيء، لأنّ الآب يقوم بكلّ شيء في الابن
في يوم السبت، كان يُطلب من الجميع، بدون استثناء، ألاّ يقوموا بأيّ عمل وبأن يستريحوا دون القيام بأيّ نشاط. فكيف استطاع الربّ إذًا أن يخالف قاعدة السبت؟ في الواقع، كبيرة هي أعمال الله: فهو يمسك السماء بيديه، ويعطي النور للشمس والكواكب الأخرى، وينمّي نباتات الأرض، ويحافظ على حياة الإنسان...
نعم، كلّ شيء موجود وباقٍ في السماء وعلى الأرض نزولاً عند رغبة الله الآب؛ كلّ شيء يأتي من الله وكلّ شيء موجود بالابن. إنّه في الواقع رأس كلّ شيء ومبدأه. "ففيه خُلِقَ كُلُّ شيَء" (راجع كول 1: 16-18). وبالكمال الذي فيه، حسب مبادرة قدرته الأبديّة، خلق بعد ذلك كلّ شيء.
إذًا، إن كان الرّب يسوع المسيح يعمل في كلّ شيء، فهو يفعل ذلك بفضل نشاط ذاك الذي يعمل فيه. ولذلك قال: "إِنَّ أَبي ما يَزالُ يَعمَل، وأَنا أَعملُ أَيضاً" (يو 5: 17). لأنّ كلّ ما يقوم به الرّب يسوع المسيح، ابن الآب الذي يقيم فيه الله الآب، فهو عمل الآب.
هكذا، فإنّ الابن يخلق يوميًّا كلّ شيء، لأنّ الآب يقوم بكلّ شيء في الابن. إذًا، فإنّ عمل الرّب يسوع المسيح هو عمل كلّ يوم؛ وبرأيي، فإنّ مبادئ الطبيعة، أشكال الأجسام وتنمية وتطوير كلّ ما هو حيّ، تُظهِر هذا العمل.