«اطلُبوا أوّلاً مَلكوتَه وبِرَّه تُزادوا هذا كُلَّه» «القوت اليومي
تأمُّل للحصول على المحبّة:
في البداية، يَجدرُ بنا ملاحظة أنّ المحبّة تقومُ على التواصل المتبادل. بمعنى آخر، يُعطي الحبيب إلى المحبوب ما له؛ والمحبوب أيضًا إلى الحبيب...
كبداية، أن أطلبَ ما أريدُه. هذا يعني أن أطلبَ المعرفة الداخليّة لكلّ الخيرات التي حصَلتُ عليها؛ وبعد معرفتِها بكلِّيَتِها، أن أتمكّن من أن أحبَّ الله وأخدمَهُ بكلّ ما أوتيتُ من قوّة.
النقطة الأولى هي أن أتذكَّرَ الخيرات التي حصلتُ عليها: الخلق والفداء والمواهب الخاصّة. أن أقيسَ بكلّ محبّة ما فعلَهُ الربّ الإله من أجلي، وكم أعطاني ممّا لديه؛ ثمّ مدى رغبة الربّ في أن يُعطي ذاتَه لي قدر المُستَطاع، وفقًا لتَصميمه الإلهي. أن أفكِّرَ في ذاتي، بكلّ منطق وعدل، بِما يجب أن أقدِّمَه من جهتي إلى الربّ الإله، كلّ ما أملك، بما في ذلك ذاتي، على غرار شخص يقدِّمُ ذبيحةً بِحبٍّ كبير:
"خُذْ يا ربّ، وتَقبَّلْ منّي حريّتي، وذاكرتي، وذكائي، وإرادتي، وكلّ ما هو لي وكلّ ما أملِكُ. فأنتَ أعطَيتَني هذه كلّها، وأنا إليكَ أعيدُها يا ربّ. فكلّ شيء لكَ؛ تصرَّفْ به وفقًا لإرادتِكَ. امنَحني حبَّكَ ونعمَتَكَ؛ فهذا يَكفيني".
القدّيس إغناطيوس دي لويولا (1491 - 1556)