إيمانُ الكَنيسَة «القوت اليومي

إيمانُ الكَنيسَةِ الأصيل، إيمانُ الخاطِئ، أمُؤمِناً كان، في الوقتِ نفْسِه، أو غَيْرَ مُؤمِن، عليهِ أنْ يَعودَ بِلا انْقِطاعٍ إلى الإيمانِ بِفِعْلِ النِّعْمَة. إيمانٍ يَتَحَمَّلُ ظٌلُماتِ العالَمِ بَدَلَ أنْ يَكْشَحَها بالجَدَل. إيمانٍ يَعْتَرِفُ باللهِ بَدَلَ أنْ يُدافِعَ عن مَواقِفَ تُعْطي الكَنيسَةَ وَجْهَ قُوَّةٍ بَشَرِيَّة، وَوَجْهَ عَقائِدِيَّةٍ مُتَجَسِّدَةٍ في كِيانٍ اجتماعيّ. إيمانٍ واعٍ أنَّهُ يَسْتَطيعُ أنْ ينالَ التَّبرير، لا كما في نَظَرِ العالَم، بلْ أنْ يُصْبِحَ قُوَّةَ الحُبِّ الذي يَبْذُلُ نَفْسَهُ في خِدمَةِ القَريب.

إيمانٍ، مَكانَ أنْ يَعْتَصِمَ في مَعْبَدِ الحَياةِ الخاصَّة، يُشِعُّ في عَمَلٍ واقِعيّ، مِنْ خِلالِ علامَةِ الرَّجاءِ والمَسْؤولِيَّةِ والالتِزامِ في المَهامِّ الأرضِيَّة. إيمانٍ، بَدَلَ أنْ يَتَلَهّى بِلُعْبَةِ الجَدَلِيَّةِ المُجَرَّدَةِ والمُريحَة، يَنصاعُ لِزَخْمِ المَوهِبَةِ والنُّبُوَّة، للخُروجِ مِنْ دَوَّامَةِ المَنْطِقِ العاري. فَيَبْلُغُ التَّنفيذَ وَيَدْخُلُ حَيِّزَ الواقِعِ حَيْثُ مَدى مُكُناتِ الإيمانِ يَبْطُلُ أنْ يَكونَ مُكُناتِ تَهَرُّب : إذ هُنا يَكْمُنُ العَمَلُ الواقِعيّ، وَهُوَ يَتَطَلّبُ في آنِهِ التِزاماً مسيحِيّاً.

إيمانٌ مِنْ هذا الطّراز هو النِّعْمَةُ بلْ هُوَ اللهُ نَفْسُهُ. بلْ هُوَ عَمَلُ الإنْسان، كُلِّ الإنْسان، وأيُّ عَمَلٍ كهذا لا تَجِدُ أساسَهُ وَطَبيعَتَهُ إلّا في النِّعْمَة، يَعني أنَّهُ لا يُمْكِنُ أنْ يَكونَ إلّا عَمَلَ الإنْسانِ الذي يُصَلّي.

اللّاهوتي المُعاصِر كارْل راهْنِر