إلهُ الأجداد «القوت اليومي

 

أيُّها المُخَلـِّصُ الأزَلِيُّ وَمَلِكُ الآلِهَة، أنتَ وَحْدَكَ قديرٌ وَرَبّ، يا إلهَ الخَليقةِ بأسْرِها، وَإلهَ آبائِنا القِدِّيسينَ الأطهارِ الذينَ سَبَقونا، وإلهَ إبراهيمَ وَإسحَقَ وَيَعقوب."ألرَّؤوفُ الرَّحيم، ألطويلُ الأناةِ والكثيرُ الرَّحمَة".

 كلُّ قلبٍ أمامَكَ عارٍ، وَأكثرُ الأفكارِ سِرًّا لا تخفى عليك.

إنَّ أرْواحَ الأبْرارِ تصْرُخُ إليكَ وَتضَعُ ثِقتها فيك.

يا أبا الأبْرار، أنتَ تُنصِتُ إلى الذينَ يَتوَسَّلونَ إليكَ باستِقامَة، وَتسمَعُ حتى النِّداءاتِ الصَّامِتة، وَتتسَرَّبُ عِنايَتُكَ إلى أحشاءِ الإنسان، وَيَفحَصُ ضَمِيرُكَ إرادَةَ كلِّ واحِدٍ مِنـَّا.

وَمِنْ جَميعِ أقطارِ الأرض، يَتصاعَدُ إليكَ بَخورُ الصَّلواتِ والتَّوَسُّلات.

جَعَلتَ مِنْ عَصْرِنا حَلبَة سِباق، يَجْري فيها الجَميعُ لِبُلوغ العَدالة، وَفتحْتَ لِلجَميعِ بابَ رَحْمَتِكَ، وأظهَرْتَ لِلبَشَرِ جَميعًا، بالمَعرِفةِ الفِطرِيَّةِ والبَصيرَةِ الطبيعِيَّةِ وَنورِ الشَّريعَة، أنَّ الغِنى ليسَ أبَديّا، وأنَّ الجَمالَ زائِل،

وأنَّ أشَدَّ القِوى صلابَة ً تتلاشى، وأنَّ كلَّ شَيْءٍ دُخانٌ وَباطِلٌ وَحْدَهُ ضَميرُ الإيمان النَّقِيِّ باق ٍ، وَحْدَهُ يَسيرُ في طريق السَّماءِ بِرِفقةِ الحَقّ،

وَيَجِدُ في مُتناوَل يَدِهِ المَسَرَّاتِ المُقبلة.

 وَقبْلَ أنْ يَتحَقـَّقَ وَعْدُ الميلادِ الثاني بالقيامَة، تطفَحُ النَّفسُ مَسَرَّةً في الأمَل.

    

قراءَةٌ مِنَ القوانين الرَّسولِيَّة (سنة 380)