إفرحي يا أورشليم «القوت اليومي

 

حملَ النّبيُّ زكريّا قيثارتهُ الروحيَة،

وأسرعَ قُدّامَهُ مُرَنّماً مُبتهِجاً مُتنبّئاً.

شَدَّ أوتارَهُ ورفعَ صوتهُ مُرنّماً:

سُرّي يا ابنةَ صِهيونَ أنشدي واهتفي: لقد جاءَ مَلِكُكِ!

ها قد وصلَ راكباً جحشاً ابن أتان. أبوابكِ فهو يأتيكِ مُتواضعاً.

سُريّ جدّاً وافرحي وارفعي المجدَ بصوتٍ عالٍ،

فها هو آتٍ كما وعدتُكِ في نبوءَتي.

رنّمَ زكريا لابنةِ العبرانيين لكي تفرحَ معهُ

ولكنّ العروسَ الحقيرةَ لَمْ تُسرّ حين دعاها،

بل اضطربتْ واكتأبتْ لأنّ العروسَ آتٍ

ولِذا لم تُسرّ حين التقتهُ.

لقد خَلَبَ قلبها الصّنمُ حبيبُها وأُخِذَتْ بهِ

فلمْ تسمعِ النبيّ يقولُ لها: إفرحي !

كانت منهمكةً بخدمةِ أوثانها

فلمْ تَكُنْ لتهتمَّ بخدمةِ مجدِ سيّدِها.

يقرعُ الأنبياءُ أبوابها العالية يوقِظونها

وهي نائمةٌ في حُبِّ أصَيحابِها، وهم كُثُر.

سُرّي يا ابنةَ صهيون، ولمْ تُسرَّ عشيقَةُ الصّنَم،

بل هي حزينَةٌ لأنّ وارثَ الآبِ قد أتى.

في قلبها الحسَدُ، خَرِسَتْ وسكتَتْ عن التسبيح،

وشُغِلَتْ بتسكيتِ المُسبِّحين.

ما اكتفَتْ بأنّها رفَضتِ التسبيح

بل اجتهدَت بأن تَكُفّ الآخرين عن التمجيد.

أولئكَ يُسبّحون وهي غاضِبةٌ من أصواتهم

تهدِّدُهم ليُقلِعوا عن التسبيحِ وهُم لا يُقلِعون.

صاحَ أشعيا: إستيقظي استيقظي والبَسي العِزَّ

وصاحَ زكريّا: سُرّي جدّاً وافرحي لأنّ مَلِكَكِ أتى.

صاحَ الأولادُ: تبارَكَ الذي أتى باسمِ الرّب،

وأرعَدَ المَجدُ في دربِ الملِكِ وفاض.

أمّا ابنةُ العبرانيين فرفضتْ أن تَسمحَ لهم:

لا لأشعيا ولا لزكريّا ولا للأولاد !

قراءةٌ من مار يعقوب السروجيّ (+521)

(نشيد أحد الشّعانين)