إغفر لنا ذنوبنا «القوت اليومي

علّمك ابن الله أن تقول: إغفر لنا ذنوبنا!

علّمك ماذا تقول، لأنه يريد أن يغفر!

لو لم يكن مصمّمًا على الغفران،

لَما علّمك ان تقول: إغفر لي ذنوبي!

ولكن بما أنّه يلتزم أن يغفر للمذنبين،

علّمهم أن يطلبوا الغفران.


علّم خازني سرّه أن يقولوا لأبيه، أن يصلوّا

إغفر لنا، ربِّ، ذنوبنا وخطايانا!

من لا يفرح بربّ الدَّين يعلّم المديون

ماذا يقول له عندما يمثل أمام وجهه؟

يريد أن يسمع من المذنبين: إغفر لنا ذنوبنا!

ليعطي عدله مسوّغًا للغفران!

فلا يلومه عدله، إذا غفر:

لماذا تغفر لهم، وهم لا يطلبون الغفران؟

هكذا سأل المخلّع أيَضًا حين شفاه،

ليعرف منه هل يريد أن يُشفى؟


عدل الله ورحمته

علّم المذنبين أن يصلّوا إليه:

إغفر لنا ذنوبنا! لئلاّ يغفر لهم ، ولم يطلبوا!

إنه يريد أن يغفر، ويريد أن يطلبوا منه الرحمة،

لكي تجمل بالطلبة الموهبة!

يتطلّب منهم حكمة، عندما يصلّون،

لئلاّ يكون في الرحمة حماقة!


لقد جعل صكّك أمام عدله،

فلا أحد يأخذه من يده بلا ابتهال!

فلأنه لا يريد أن يحزن عدله، حين يغفر لك،

علّمك أن تسأل الغفران، حين تصلي،

لأن عدله، فور سماعه أنك تسأله،

يضطرم بالحبّ ويسكب المراحم على المذنبين!

القديس يعقوب السّروجي (+521)