إذهبوا وتلمذوا جميع الأمم! «القوت اليومي

القديس فرنسيس الأسيزي الذي سمع صوت يسوع يقول له: "يا فرنسيس اذهب وأصلح بيتي". وراح يعي هذا القديس أن الرب لم يطلب منه أن يعمل في البناء ويقوم بترميم بناء مصنوع من حجر بل يسأله أن يقدم إسهامه في حياة الكنيسة أي أن يضع نفسه في خدمة الكنيسة، وأن يحبها ويعمل كي ينعكس فيها وجه السيد المسيح.

 واليوم أيضا، ما يزال الرب يحتاج إلى شبان من أجل كنيسته، ويدعوهم لاتباعه في كنيسته وليكونوا مرسلين. كمثل الزارع في الإنجيل الذي وضع البذور في الحقل. سقط بعضها على الطريق، وبين الحجارة والأشواك. لكن بذورا أخرى سقطت في الأرض الخصبة والطيبة وأعطت ثمارا وافرة.

أنتم حقل الإيمان، أيها الشباب إنكم بناة كنيسة أجمل وعالم أفضل. من فضلكم اتركوا المسيح وكلمته يدخلان إلى حياتكم ليعطيا ثمارهما. لا تتركوا البذور تقع خارج الحقل، ولا تتمسكوا بالأمور والأشياء السطحية. اسألوا أنفسكم: أأنا مع الله أم مع الشيطان؟

لا بد أن تكونوا هذه التربة الخصبة. اعرف جيدا أنكم تطمحون إلى الأعالي، وإلى خيارات جذرية ونهائية تعطي معنى لحياتكم. إن يسوع يطلب منا أن نتبعه وأن نلعب في فريقه، مع العلم أن على لاعب كرة القدم أن يتمرن قبل الانضمام إلى هذا الفريق أو ذاك! هذه هي حياتنا كتلامذة للمسيح أن يسوع يقدم لنا ما هو أعظم وأسمى من كأس العالم. إنه يقدم لنا إمكانية الحياة الخصبة والسعيدة، ويقدم لنا مستقبلا برفقته، أي الحياة الأبدية. لكنه يريد منا أن نتدرب، كي نواجه بدون صعوبة كل متاعب الحياة مع الشهادة لإيماننا.

وهذا الأمر يتطلب منا أن نختبر أننا لسنا لوحدنا إذ لا بد أن نشعر أننا جزء من عائلة من الأخوة كي نكون طرفا من الكنيسة ونساهم في بنائها. إن المسيح يدعونا لأن نكون حجارة حية، لنبني كنيسته، كنيسة كبيرة تتسع للبشرية برمتها. وها هو اليوم يقول لنا "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم". دعونا نجيبه قائلين: أنا أيضا أريد أن أكون حجرا حيا ونريد أن نبني معا كنيسة يسوع!

من أين نبدأ؟ وما هي المعايير اللازمة لبناء مجتمع أكثر عدلا؟ عندما سئلت الأم تيريزا دي كالكوتا عما ينبغي تغييره في الكنيسة أجابت قائلة: أنا وأنت.

البابا فرنسيس

إذاعة الفاتيكان