إثنين الرماد «القوت اليومي


نفتتح زمن الصوم الكبير برتبة الرماد التي تدفعنا نحو الحقيقة الأزليّة التي لا تزول أبدًا، ونحو الله الذي هو البداية والنهاية وسبب وجودنا.فالرماد خال من نسمة الحياة، ولا ينفع لشيء، بل يرمز الى هزالة الانسان والى غياب قيمته بعيداً عن الله.

أما تقليد ذرّ الرماد على الرأس أو على الجباه بشكل صليب، فهو علامة حزن وتوبة وتواضع، وعادة إستخدمتها ديانات كثيرة قديمة قبل اليهوديّة والمسيحيّة. أما مع المسيحيّة، فإنّ إثنين الرماد هو يوم بدء الصيام الكبير المبارك وبداية المسيرة الرسميّة نحو الفصح. في هذا اليوم يوضع الرماد على جباه المؤمنين علامة للتوبة وإعترافاً بالخطيئة ورمزاً الى هَشاشة الطبع البَشَرِيّ.

يصنع الرماد من أغصان الزيتون التي تباركت يوم عيد الشعانين في السنة السابقة. وخلال رتبة التبريك، يستعيد الكاهن آية من الكتاب المقدّس تقرن الرماد بالتراب: " أذكر يا إنسان أنّك ترابٌ والى التراب تعود" (تك 3: 19 ب). ذلك أنّ قلب الخاطئ في الكتاب المقدّس، هو شبيه بالرماد، وأجر الخطيئة لا يمكن إلاّ أن يكون رماداً (حز 28: 18).

ويعرف هذا اليوم في تقاليدنا الشرقيّة بإثنين الراهب. يعود سبب هذه التسمية الى أنّ القرية بكاملها كانت تخرج لاستقبال أحد الرهبان المكلّفين من قبل مطران الأبرشية إلقاء المواعظ على المؤمنين وتنشئتهم ولسماع إعترافاتهم تحضيراً لعيد الفصح.