أنشودَةُ يَسوعَ وَكنيسَتِهِ «القوت اليومي




مُبارَكٌ المَسيحُ الذي بِصَليبِهِ وَمَوْتِهِ وَقيامَتِهِ أنْقذَ بيعَتَهُ مِنَ الضَلال. تُرى أيُّ عَروسٍ سِوى يَسوعَ رَبِّنا ضَحَّى بِذاتِهِ حُباً لِعَروسَتِهِ؟ أمْ أيَّةُ عَروسَةٍ كَلِفَتْ بِعَروسٍ قتيلٍ سِوَى الكَنيسَةِ خِطـِّيبَةِ المَصْلوب؟ وَمَنْ تُراهُ سَجَّلَ لِخَطيبَتِهِ كِتاباً بِدَمِهِ، سِوَى وَحيدِ الآبِ الأزلي، الذي كتَبَ لِلكَنيسَةِ الأمِينَةِ صَكَّ الصِدْقِ بِدَمِه، وَوَقـَّعَهُ بِإمْضائِهِ وَخَتْمِه؟

      

هَلْ شاهَدْتُمْ عُرْساً يُصْبِحُ العَروسُ فيهِ غِذاءً لِلمَدْعُوِّين، وَيُلذّذُ نُدَماءَهُ بِدَمِهِ بَدَلاً مِنْ ضُروبِ الخَمْر؟ إنَّ صُنْعاً كهذا لمْ يَحْدُثْ إلاّ في الكَنيسَة. ففيها صَارَ المَسيحُ غِذاءً أبْهَجَ العَروسَة فضَمَّتْهُ إليْها وَجَزَّأتْ جَسَدَهُ وَوَزَّعَتْهُ على أحِبَّائِها وَنُدَمائِها.

    

   بِالمَوتِ يُفارِقُ الرِّجالُ نِساءَهُمْ والنِساءُ رِجالهُنَّ، أمَّا الكنيسَةُ العَروسُ المَجيدَة،  فبِمَوتِ خِطـِّيبِها اتَحَدَتْ بِهِ اتِحاداً نَقيّاً طاهِرا. وَبَعْدَ مَوْتِهِ حَمَلتْ جَسَدَهُ وَجَعَلتْ تُجَزِئهُ كُلَّ يَوم، وَتُناوِلهُ وَتتلذذ ُ بِهِ وَتَسْجُدُ لهُ، لأنَّهُ أنقذها مِنَ الضَلال.

     

  لمْ تَفْتَقِرْ الكنيسَة ُ الأمينة ُ إلى الاسْتِفْسارِ عَنِ العَروسِ وَاسْتِقصاءِ البَحْثِ عَنْهُ.  لأنَّها ما كادَتْ تَفْتَكِرُ في ذلِك، حَتّى شاهَدَتِ الشمْسَ تَنكَسِفُ والصُخورَ تَنْفلِق،  والمَوتى يَنْبَعِثونَ مِنَ القبورِ بَغْتة ً وَيَهْتِفُونَ قائِلين: إنَّ هذا المُعَلـَّقَ على خَشَبَةِ الصَّليبِ ليْسَ إلّا إلهَاً. فيا أيَتُّها الكنيسَة اسْجُدِي لِعَروسِكِ وَآمِني بِهِ، فهُوَ يُنْعِشُكِ بِمَوْتِهِ وَيُخَلـِّصُكِ.



مِنْ أناشيدِ مار افرامَ السُّرياني (+ 373)