أمّ ربّنا «القوت اليومي
" مباركة أنتِ بين النساء " ( لو ١:٤٢ )
رأى أبناء الناصرة في مريم فتاةً بين الفتيات، أمّا الله الذي يعرف ما في القلوب فقد سُرَّ بتلك المؤمنة الأمينة التي غمرها بنوره، فسطعت " سنيّةً لا عيبَ فيها ولا غضن ". ( افس5: 27 )
وقد اختارها الله لرسالة فريدة "لم تسمع بها أذنٌ ولم تخطر على قلب بشر"، فصار الخالق في حشاها بشراً. الحبّ أبداً مدهش، حرّ في اختياره مبدع. أوَ ليس الله حبّاً؟
بامرأةٍ واحدة دخلت الخطيئة إلى العالم، بامرأةٍ واحدة دخل الله في البشريّة. في مريم البشريّة، البريئة، الشّفّافة، يُعاين الله صورته التي ما شوّهتها خطيئة. مريم الحرّة، الوديعة، الواثقة، الشّجاعة، قالت "نعم" لمشروع الله الخلاصيّ. إنّها وريثة المتأمّلين الكبار، أنبياء الله في العهد القديم، لقد التهموا كلمته، وعاشوها، وبلّغوها الناس هدياً لقلوبهم، ومصباحاً لخُطاهم. فهي تحفظ أمور الخلاص في قلبها وتتأمّلها.
مريم القويّة، المطيعة، مشت على طريق الجلجلة مُوقِنةً أنّ يسوع سرُّ الله وليس سرّها، ولو ابنها. بالإيمان "رأت ما لا يُرى"، وهي "أمّ الرّجاء الطّاهر". "وليُتمّم ابنها كلّ شيء" وهبنا إيّاها أمّاً، وأسلم الرّوح.
في العنصرة كانت مع النّسوة بين الرسل. الرّوح الذي ظلّلها في ساعة "البشارة" يُلهبُها بناره يوم انطلقت البشارة.
وأنا؟
أعاينها وتعاينني. أسرُّ بها إذ هي أمّي، وتسرّ بي سرور الأمّ بابنها وابنتها. في حماها أتذوق طعم المحبة، والطهارة والتواضع.
(الهيئة الكاثوليكية للتعليم المسيحي في الشرق الأوسط)