ألكَهنوتُ العامُّ في الكَنيسَة «القوت اليومي
إنَّ السَيِّدَ المَسيحَ الحَبْرَ المأخوذَ مِنَ النّاس، جَعَلَ مِنَ الشَّعْبِ الجَديدِ "مَلكوتًا وَكَهَنة ً لإلهِهِ وأبيه". والمُعَمَّدونَ بالولادَةِ الجَديدَةِ وَمَسحَةِ الرُّوحِ القُدُس، يَتَكَرَّسون لِيَكونوا بَيتًا روحِيًّا وَكَهَنوتًا، يُقَدِّمونَ بِأعْمالِهِمْ البَشَرِيَّةِ المَسيحِيَّةِ الذبائحَ الرُّوحِيَّة، وَيُشيدونَ بِحَمْدِ ذلِكَ الذي دَعاهُمْ مِنَ الظلمَةِ إلى نُورِهِ العَجيب.
لِهَذا، وإذ ْ يُواظِبُ تَلاميذ ُ المَسيحِ بِأجْمَعِهِمْ على الصَّلاةِ وَمَدْحِ الله، عليهِمْ أنْ يُقَرِّبوا ذواتَهُمْ ذبيحَة ً حَيَّة ً مُقَدَّسَة ً مَرضِيَّة ً لله، وأنْ يَشْهَدوا لِلمَسيحِ في كُلِّ مَكان، وَيُجيبوا كُلَّ مَنْ يَسألـُهُمْ حُجَّة ً عَنِ الرَجاءِ الذي فيهِمْ بِحَياةٍ أبَدِيَّةٍ.
فكَهنوتُ المُؤمِنينَ العام، وَكَهنوتُ الخِدْمَةِ أوْ الرِّئاسَةِ المُقَدَّسَة، يَتَلاقَيانِ وإنْ تَمَيَّزا عَنْ بَعضِهِما، لا بالدَرَجةِ فقط بَلْ في الجَوهَر. فهذا وَذاكَ يَشتَرِكان، كُلٌ على طريقَتِهِ الخاصَةِ، في كَهْنوتِ المَسيحِ الواحِد.
فَمَنْ يَقبَلُ كَهَنوتَ الخِدْمَةِ يَنْعَمُ بالسُّلطةِ المُقَدَّسَة، فيَكونُ الشَّعبَ الكَهْنوتِيَّ وَيَسوسُهُ، وَيُكَمِّلُ بالنيابَةِ عَنِ المَسيحِ ذبيحَة الإفخارِستِيّا، وَيُقرِّبُها للهِ باسْمِ الشّعبِ بِكامِلِهِ، أمَّا المُؤمِنون، فَيُسْهِمونَ بِجَعلِ كَهَنوتِهِمِ المُلوكِي في تَقدِمَةِ الافخارستيا، وَيُمارِسونَ كَهَنوتَهُم باقتِبالِ الأسرارِ وبالصَّلاةِ والشُكران، وَبِشَهادَةِ حَياتِهِمْ المُقدَّسَة، والكُفرِ بِذاتِهِمْ وَمَحَبَّتِهِمْ الفَعَّالة.
(دستور عقائدي في الكنيسة، 10)