ألفِردَوسُ ميناءُ الأبرار «القوت اليومي
ألفِردَوسُ ميناءُ الأبرار
ساقَ يَعقوبُ غَنَمَهُ وأتى بِها بيتَ أبيه؛
إنَّ في أوبَتِهِ إلى بيتِ أبيهِ لَسِرًّا لِلذين يَفهَمون،
وآية ً لِلذين يَعلمون. لِنَرجَعَنَّ إلى بيتِ أبينا،
ولا يأسُرَنَّنا، أيُّها الإخوَة، حُبُّ
البائِدَة ! لأنَّ في عَدَنٍ مَدينَتَكُم !
طوبى لِمَنْ رأى فيها أحِبَّاءَهُ !
أثمارٌ قُدُسيَّة، حُللٌ نورِيَّة،
أكاليلُ مُشِعَّة، مَراقٍ عليَّة،
مَناعِمُ ولا عَناء، لذ ّاتٌ ولا رُعْبَ،
عُرسٌ أبَديُّ ولا نِهايَة.
أمَّا الدُّنيا، في عَينيَّ، فمقرُّ العَذاب.
طوبى لِمَنْ قال: رَبَّنا، أطلقنا مِنْ هُنا !
صوتُ العُلوِيِّين، تَرنيمُ الرّوحيِّين،
السَّرافون بِألحانِهِم والكَروبون بأجنِحَتِهِم
نَغَم ٌ جَميلٌ لا مَثيلَ لهُ في أرضِنا.
نَعيمُهُم هُوَ ذلك المَجدُ الذي يَرفعون،
كُلُّ واحِدٍ بِكِنّارتِهِ يُنَعِّمُ نَفسَهُ.
أهِّلني نتَنَعَّمُ مَعَهُم بِهوشَعنا !
مَنْ لنا بأنْ نَطرَحَ الغِشاءَ عَنْ عُيونِنا،
ونتأمَّلَ ذلك المَوضِعَ فنتأسَّف على إبطائِنا،
لأنَّا تأخَّرنا هَهُنا، في ميناءِ الإفلاس،
حيث ُ التُّجارُ، كُلَّ يومٍ، خاسِرون،
والسُّفنُ مَنهوكة ٌ، وأوساقُها مَسلوبَة !
طوبى للأطفالِ الذين عَبَروا الميناءَ بِغيرِ عَناء !
مار أفرام السُّريانيّ (+373)
(منظومة الفردوس، النشيد الرابع عشر، 7-10)