ألغُسْلُ والمَعْمُودِيَّة «القوت اليومي

 

 

 

  قراءَةٌ مِنْ أفراهاتَ الحَكيم ِ الفارسي (+345)

 

ألغُسْلُ والمَعْمُودِيَّة

 

   لقدْ قبِلَ بَنو إسْرائيلَ العِمادَ ليْلةَ عَبَروا البَحْرَ في يَوم ِ الخَلاص. أمَّا غَسْلُ مُخَلّصِنا أقدامَ تلاميذِهِ ليْلةَ آلامِهِ، فيُشيرُ إلى سِرِّ المَعْمودِيّة، لِكَي تَعْلمَ، أيُّها الحَبيب، أنَّ مُخَلّصِنا أعْطى تِلْكَ الليلَةَ المَعْمودِيَّةَ الحَقيقيَّة، لأنَّهُ إلى ذلكَ الحين، كانَ يُكَلّمُ تلاميذَهُ عَنْ مَعْمودِيَّةِ الناموس ِ التي كانَ الكَهَنَةُ يُعَمِّدُونَ بِها، إيِّ المَعْمودِيَّةِ التي قالَ فيها يُوحَنّا : توبُوا.

 

   أمَّا في تلكَ الليْلة، فقدْ كَشَفَ لهُم سِرَّ مَعْمُودِيَّةِ آلامِهِ وَمَوْتِهِ كَقوْل ِ الرَّسُول:قدْ دُفِنْتُم مَعَهُ في المَعْمودِيَّةِ لِلمَوْت، وَقُمْتُمْ مَعَهُ بِقُوَّةِ الله. إعْلَمْ إذاً، أيُّها الحَبيب، أنَّ مَعْمودِيَّة َ يُوحَنّا لا تَمْلِكُ غُفْرانَ الخَطايا بَلِ التَوْبَة. فأعْمالُ الرُسُل ِ الاثنَي عَشَرَ تُشيرُ إلى ذلك.

 

 

وعِنْدَما كانَ الرُسُلُ يَسْألونَ المَدْعُوّين مِنَ الأمَم ِ وَمِنَ اليَهودِ قائِلين:هل اعْتَمَدْتُم ؟ ويُجيبون:إعْتَمَدْنا بِمَعْمُودِيَّةِ يُوحَنّا، كانوا يُعَمِّدُونهُم بِمَعْمودِيَّةِ الحَقِّ أيّ سِرِّ آلام ِ مُخَلّصِنا. وقدْ شَهِدَ لذلِكَ مُخَلّصُنا إذْ قالَ لتلامِيذِهِ : إنَّ يُوحَنّا عَمَّدَ بالماء، أمَّا أنتُمْ فتُعَمَّدُونَ بالرُّوح ِ القُدُس.

 

                                              (البيان الثاني عشر، في الفصح، 10)