ألصَّليبُ جِسْرٌ فوقَ المَوْت «القوت اليومي
هذا هُوَ ابْنُ النَّجّارِ الماهِر، رَكِبَ صَليبَهُ فوْقَ الجَحيمِ بالِعَةِ الجَميع، وأجازَ الإنْسانيَّة إلى دارِ الحَياة. بِما أنَّ الإنْسانِيَّة قدْ هَبَطَتْ بِخَشَبَةٍ إلى الجَحيم، فعلى خَشَبَةٍ قطَعَتْ إلى دارِ الحَياة.
بِالخَشَبَةِ الّتي أذاقتْنا المُرَّ ذُقنا الحُلوَ، لِنَعْرِفَ مَنْ لا مُقاوِمَ لَهُ في بَراياه. لكَ المَجْدُ يا مَنْ نَصَبْتَ الصَّليبَ جِسْراً فوقَ المَوْت، عليهِ تَقطَعُ النُّفوسُ مِنْ دارِ المَوْتِ إلى دارِ الحَياة ...
لكَ المَجْدُ، يا مَنْ لَبِسْتَ جَسَدَ آدَمَ المائِت، فجَعَلتَهُ يَنْبوعَ حَياةٍ لِجَميعِ المائِتين. أنْتَ الحَيُّ، صارَ قاتِلوكَ حارِثي حَياتِكَ، يَزْرَعُونَها في العُمْقِ كَحَبَّةِ حِنْطَة، لِتَقومَ وَتُقيمَ مَعَها الكثيرين.
هَلُمُّوا نَجْعَلُ حُبَّنا مِجْمَرَةً عَظيمَةً شامِلَة، نُحْرِقُ فيها تَرْنيمَنا وَصَلاتَنا لِمَنْ جَعَلَ صَليبَهُ مِجْمَرَةً لله، وأحْرَقَ دَمَهُ لِأجْلِنا أجْمَعين.
(مقال في ربنَّا، 4و9)
مارِ أفرامَ السُّريانيّ (+373)