ألسَلامُ والقِيَمُ المَسيحيَّة ُ الأخرى «القوت اليومي





لِيَكُنْ لِفِكْرَةِ السَّلامِ العَظيمة، وعلى الخُصوصِ عِندَنا نَحْنُ تلاميذ المَسيح، يَومُها الحافِل. ونحْنُ المُؤمنين بالإنجيلِ نَسْتَطيعُ أنْ نُتْحِفَ هذا الاحْتِفالَ بِكَنْزٍ عَجيبٍ مِن الأفكارِ القويَّةِ والخاصَّةِ بنا:


كالأخُوَّةِ البَشَريَّةِ الشّامِلةِ التي لا تُمَسّ، النّاتِجَةِ مِنْ أبُوَّةِ اللهِ الواحِدَةِ الفائِقةِ السُّمُوِّ والعُذوبَةِ والمُنبَثِقةِ مِنْ تِلكَ الشّرِكَةِ التي تَرْبُطـُنا جَميعًا بِالمَسيحِ بالواقعِ أو بِالرَّجاء، وَمِنْ تِلكَ الرِّسالةِ النَّبَوِيَّةِ التي تدْعو البَشَريَّة بِكُلّيَّتِها، في الرُّوحِ القُدُس، ليسَ إلى وَحْدَةِ الضَّمائِرِ فحَسْب، بل أيْضًا إلى وَحْدَةِ الأعْمالِ والمَصير. نحْنُ، أكثرَ مِنْ أيٍّ سِوانا، نَسْتَطيعُ أنْ نَتَكَلّمَ عَنْ مَحَبَّةِ القريب، وأن نَسْتَخِرَجَ مِنْ وَصِيَّةِ الإنجيلِ في التّسامُحِ والرَّحْمَةِ أكثرَ مِنْ خَميرَةٍ تُجَدِّدُ المُجْتَمَع.


وفي يَدِنا سِلاحٌ خاصٌّ لِلسَّلام، ألا وهي الصَّلاة، بِطاقاتِها العَجيبَةِ التي تُسْنِدُنا مَعْنويًّا، وَتجْعَلُ في مُتناوَلِنا العَناصِرَ الفائِقة َ الطَبيعَة َ والإلهيَّة َ لِلتَّجَدُّدِ الرُّوحِيِّ والسِّياسيّ. ألصَّلاة، بِما تُفسِحُ لنا مِنْ مَجالٍ لنَسألَ ذواتَنا بإخلاصٍ عَنْ أسبابِ الضّغينةِ والعُنفِ التي رُبَّما وَجدناها في قلبِنا.


مِنْ قداسَةِ البابا بولسَ السَّادِس