ألأبرارُ أشهى ثمارِ الفِردَوس «القوت اليومي

 

لمْ يُبْدَعِ الإنسانُ لِلفِردَوس،

 

       بلِ الفِردَوسُ للإنسانِ.

     

  قلبُ آدَمَ أمْرَعُ مِنْ براعِمِ الفِردَوس، وأقوالهُ مِن الأثمار،

      

لأنَّ الكلمَةَ أطيَبُ مِن الثمَر،

     

  وحَقيقةَ الإنسانِ أفضَلُ مِن أصولِ الشجَر،

     

  وأبهى الحُبُّ مِن الأطياب.

     

حَمَلَ الأفاضِلُ أثمارَهُم وَخَرَجوا

      

إلى لِقاءِ الفِردَوسِ مَزهُوًّا بِضُروبِ الأثمار:

     

  دَخَلوا الجَنَّةَ البهيَّةَ بِروائِعِ مآتيهِم،

     

  فـَرَأتِ الجَنَّةُ أثمارَ الصِدِّيقين،

     

  إنَّها لتَعلو أثمارَ أشجارِها،

    

   وحَليَ الظافرين يَعلو حليَها.

 

     طوبى لِمَنِ استَحَقَّ أن يَرى حُلّتَهُم.

      

طوبى لِمَنِ استَحَقَّ أن يُصغيَ إلى حِكمَتِهِم.

     

  طوبى للأذُنِ التي شَبِعَتْ مِن أصواتِهِم.

   

    طوبى لِمَنْ أدْرَكَ طوباهُم.

     

  طوبى لِمَنْ عَنِيَ حتّى يَكون بين الأوَّلين.

     

  وَيلٌ لِمَنْ لمْ يُحاوِلْ أنْ يَكونَ حتّى بين الآخِرين.

   

  بِهِمْ أضاءَ المَشرِقُ وبِهِمْ أشَعَّ المَغرِب،

     

  بِهِمْ رُفِعَ الشَمالُ وبِهمْ رُقّيَ الجَنوب.

      

طلعوا الجَلدَ ففتَحوهُ وَهَبَطوا اليَمَّ فجَعلوهُ جِسرًا.

     

  السِرُّ الذي جَلاهُ المُرسَلُ بالمَثل،

      

نَشَروهُ في العالمِ أجمَع، لفّوا بهِ جَميعَ الأقطار،

     

  فاعتَنَقتْهُ البرايا تَعُبُّ مِنهُ القوَّة.

 

(منظومة الفردوس، نشيد سادس، 6-11-18-22)

 

مارِ أفرامَ السُّرياني (+373).