أعطنا خبزنا «القوت اليومي
أطلب إلى الله : أعطنا خبزنا كلّ يوم!
وهل يتطلّب عيش كلّ يوم سوى الخبز؟
فالجسد لا يأكل ذهبًا، إن أعطيته،
ولا مقتنيات ولا حجارة كريمة!
لا طعم للمرجان ولا رائحة،
إنّه ثمين، ولكنّه غير صالح للمأكل أو للمشرب.
ما قيمة هذا الثمين، إذا بقي العالم يزيد منه قُنْيَة،
وهو فارغ تعوزه المعرفة؟
ينال الملك من ملكه خبز يومه،
وينال العامل من عمله خبز يومه.
ضرورة الجسد وحاجته وغذاؤه
ينال الملك والعامل على حدٍّ سواء.
طبعنا يحيا بالنسمة واللقمة،
والنسمة واللقمة موفورتان للفقير.
أمّا الغني فلا يزيده اقتناء الذهب،
لأن خبز كلّ يوم وحده كافٍ!
صلاة الفقير والغني
أنشأ ربّنا هذه الصلاة لومًا
للأغنياء والفقراء، إذا جشعوا وتطلّبوا المزيد.
فإذا تطلّب الفقير شيئًا آخر،
غير الخبز، سيعنّفه الوهّاب!
والغني أيضًا، حين يصلّي: أعطنا الخبز!
سيكون ملومًا، لأن لديه خبزًا فائضًا،
وهو عارف بأن الفائض لديه،
ليس له، بل للجائعين الذين في الخارج.
ما أجمل الصلاة التي علّمنا ابن الله،
طوبى لمن طبعها في نفسه، وتطهّر بها!
جميع محاسن البِرّ والكمال فيها
لمن يتعلّم أن يصلّيها!
جميع الطِلبات الحسنة الكريمة
بها تُستجاب لمن يسأل الله.
جميع الهبات الغنيّة توهب
للمساكين من كنز الله!
القديس يعقوب السّروجي (+521)