«أظهَرتُ اسمَكَ لِلناسِ» «القوت اليومي
إننا نُسَبِّحُكَ، "يا أبا الأنوار" (يع 1: 17) لأنّك أنت مَن دعانا "مِنَ الظلُماتِ إلى نُورِه العَجيب" (ابط 2: 9). إنّنا نمجّدك لأنّك بكلمتك قد جعلتَ النور يتدفّق من الظلمات "فأَشرَقَ في قُلوبِنا لِيَشُعَّ نورُ مَعرِفَةِ مَجدِ الله، ذلكَ المَجْدِ الذي على وَجهِ المسيح (2كور 4: 6). نعم، النور الحقيقي، لا بل أكثر من ذلك: الحياة الأبديّة. "فالحَياةُ الأبدِيَّة هي أَن يَعرِفوكَ أَنت الإلهَ الحَقَّ وحدَكَ ويَعرِفوا الذي أَرسَلتَه يَسوعَ المَسيح" (يو 17: 3).
نحن نعرفك لأنّنا نعرف الرّب يسوع المسيح، لأنّ الآب والابن واحد (يو 10: 30). صحيح أنّنا نعرفك من خلال الإيمان، وأنّنا نتمسّك بهذه المعرفة كضمان أكيد لتلك المعرفة الناتجة عن الرؤية. رغم معرفتنا، نصلّي لكَ، يا ربّ، قائلين: "زِدْنا إيمانًا"(لو 17: 5)، وانقُلْنا من إيمانٍ إلى إيمانٍ أعمق، ومن نورٍ إلى نورٍ آخر، كما بوحيٍ من روحِكَ، حتّى ندخل يومًا بعد يوم إلى أعماق هذا النور. هكذا ينمو إيماننا، وتغتني معرفتنا، وتشتدّ حرارة محبّتنا وتتوسّع إلى أن يحملنا الإيمان إلى لحظة اللقاء بكَ وجهًا إلى وجه.
الطوباويّ غيريك ديغني
(1080 - 1157)،
راهب سِستِرسيانيّ